اعتقلت قوات الأمن المصرية العشرات من النشطاء أثناء محاولتهم تنظيم وقفة احتجاجية وسط العاصمة القاهرة الأحد 20/6/2010 للتنديد بواقعة تعذيب مخبري قسم شرطة بالإسكندرية للشاب خالد سعيد حتى فارق الحياة، وهو الاتهام الذي نفته وزارة الداخلية مؤكدة أن خالد توفي بالاختناق إثر ابتلاعه "لفافة بانجو". يأتي هذا فيما يترقب الشارع المصري تقرير اللجنة الثلاثية للطب الشرعي التي أمر بتشكيلها النائب العام لحسم الجدل الذي أحاط بوفاة خالد سعيد، ولبيان صحة أي من الروايتين حول سبب وفاته، فيما دفعت الحادثة التي أشعلت مظاهرات شبه يومية على مدار الأسبوعين الماضين بإعلان الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل للرئاسة في مصر مشاركته في وقفة صامتة بالإسكندرية يوم الجمعة المقبل احتجاجا على قتل الشرطة لخالد سعيد، فيما تعد أول مواجهة ميدانية للبرادعي مع قوات الأمن بالشارع. اشتباكات واعتقالات واشتبكت قوات الأمن مع المشاركين بالمظاهرة التي نظمتها حركة شباب 6 أبريل وشباب الجمعية الوطنية للتغيير، والاشتراكيين الثوريين، أمس الأحد، تضامناً مع أسرة خالد سعيد الذي بات معروف إعلاميا باسم "شهيد الطوارئ"، واعتقلت ما يزيد عن 50 متظاهر. بحسب جريدة الشروق المصرية. واعتدى مئات من قوات مكافحة الشغب وجنود الأمن المركزي بالضرب على المتظاهرين، وكان بينهم فتيات، عندما حاولوا تنظيم مسيرة سلمية من ميدان باب اللوق لشارع شريف بمنطقة وسط البلد، وذلك احتجاجا على قتل مخبري قسم شرطة سيدي جابر بالإسكندرية خالد سعيد بعد تعذيبه الأسبوع قبل الماضي. وطالب المتظاهرون المارة بالانضمام إليهم إلا أن قوات الأمن هددت المارة بإلقاء القبض عليهم ، وهتف المتظاهرين (بص شوف الإرهابي أهو) في إشارة لضباط ومخبري الداخلية. بحسب جريدة الدستور المصرية. وكان من المقرر أن تنطلق التظاهرة من ميدان التحرير، إلا أن تحول المنطقة لثكنة عسكرية، حيث انتشرت العشرات من سيارات الأمن المركزي وسيارات الترحيلات وقوات مكافحة الشغب منذ ظهر اليوم، حال دون ذلك. وجاب النشطاء شوارع وسط القاهرة قبل أن تفرقهم قوات الأمن واستطاعت عشرات الناشطات الهروب من قبضة الشرطة وتنظيم اعتصام مفتوح أمام نقابة الصحفيين مطالبين بالإفراج عن زملائهم المحتجزين. في الصحراء واعتصم المئات من النشطاء السياسيين أمام نقابة الصحفيين احتجاجا على اعتقال زملائهم، وهددوا باستمرار اعتصامهم لحين الإفراج عن زملائهم المحتجزين، وردد المعتصمون، الذين حملوا صور ضحية الإسكندرية بعد تعذيبه، هتافات منها "لو كان خالد ابن وزير كانت رأس العادلي تطير"، و"خالد خالد يا بطل اسمك بيحرر وطن"، "معتصمين معتصمين حتى خروج المعتقلين". هذا وشرعت الأجهزة الأمنية في إطلاق سراح عدد ممن اعتقلتهم بعد ساعتين من احتجازهم ، وألقت بالمتظاهرين من شباب حركة 6 إبريل وشباب الجمعية الوطنية للتغيير والاشتراكيين الثوريين، ، في أماكن متفرقة منها صحراء التجمع الخامس و طريق القاهرةالإسماعيلية الزراعي. وتوفي خالد سعيد (28 عاما) في أوائل يونيو الجاري بسبب ما تردد عن تعرضه للضرب المبرح على يد عناصر من الشرطة كانوا يرتدون زيا مدنيا في مدينة الإسكندرية الساحلية شمال البلاد. واتهمت أسرة خالد رجال الشرطة في قسم سيدي جابر بتعذيبه لنشره فيديو يصور ضابطاً ومجموعة من المخبرين وهم يتقاسمون المخدرات ويضحكون وهم يفعلون ذلك، فيما ردت وزارة الداخلية بأن قيام خالد بنشر هذا الفيديو يسجل انتصار رجال الشرطة على تجار المخدرات ولا يدعو للخجل. بيد أن وزارة الداخلية نفت في بيان رسمي أي علاقة لعناصرها بمقتل الشاب الذي بات يعرف ب"شهيد الطوارئ"، وقالت إنه مطلوب لديها لتنفيذ أحكام قضائية عليه. وقالت إن خالد توفي بعد أن ابتلع لفافة بانجو كانت بحوزته عندما حاولت اعتقاله، مؤكدة أن الوفاة نتيجة اختناق بسبب انسداد القصبة الهوائية باللفافة التي حاول ابتلاعها أثناء محاولة عناصر أمنية القبض عليه مما أسفر عن وفاته. ونفى شهود عيان ومنظمات حقوقية رواية وزارة الداخلية، وتأكدت شكوكهم في البيان عقب بثت صور لوجهه عقب وفاته وهو مثخن بالجروح وبدا عليها آثار التعذيب بشكل واضح. وأثار قتل خالد موجة احتجاجات داخلية بشأن تعذيبه حتى الموت، واهتماماً دوليا وصل لحد طلب وزارة الخارجية الأمريكية من المصريين إجراء تحقيق شفاف لكشف الملابسات. وأصدر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود قرار باستخراج جثته وإعادة تشريحها بواسطة لجنة ثلاثية عليا من الطب الشرعي لم تصدر تقريرها بعد. «وقفة صامتة» للبرادعي بدوره أعلن الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمرشح المحتمل للرئاسة في مصر عن تنظيم وقفة صامتة في الإسكندرية الجمعة المقبل تضامناً مع ضحية التعذيب خالد سعيد، مما يضعه وللمرة الأولى منذ وصوله إلى مصر في شهر فبراير الماضي، في مواجهة ميدانية وجها لوجه مع قوات الأمن. وقوبل قرار البرادعي النزول للشارع على رأس مظاهرة بالترحيب من قبل شباب القوى الوطنية. وفي تصريحات لجريدة 'القدس العربي' قال البرادعي أن مصر تشهد نوبة صحيان ينبغي استثمارها "ولتعلم الجماهير أن الحرية لا تباع ولا تشترى ولكن تنتزع فعلينا الآن أن ننتزعها من أولئك الذين قضوا على زهرة شباب العديد من الأجيال ولم تكن لديهم بضاعة يبيعونها سوى القمع والتعذيب". ترقب يأتي هذا فيما يترقب الشارع المصري تقرير اللجنة الثلاثية للطب الشرعي لحسم الجدل الذي أحاط بوفاة الشاب خالد سعيد بالإسكندرية لبيان صحة أي من الروايتين حول سبب وفاته. وكان رئيس الوزراء المصري قد أكد في مقابلة مع فضائية "العربية" إنه «لو ثبت فعلا أن الشرطة أخطأت في قضية قتل الشاب خالد سعيد ، فسيحاسب المسؤول عن ذلك بالدرجة الأولى ولا يوجد في هذا أي شك»، وأضاف أنه كرئيس للحكومة يعد بأن "الحقيقة ستظهر كما هي وإن كان هناك تقصير فسيتم التعامل معه بمنتهى الوضوح". وجددت قضية خالد سعيد الانتقادات حول حالة الطوارئ المعلنة في مصر منذ حوالي 30 عاما وتم تجديدها لعامين في مايو الماضي ، بالرغم من وعد السلطات بحصر تطبيقها في مكافحة الإرهاب والمخدرات. وأشارت منظمة العفو الدولية إلى أن هذا القانون "يجيز للقوى الأمنية أن ترتكب انتهاكات نادرا ما تعاقب عليها".
مصدر الخبر : اسلام أونلاين نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=7690&t="شهيد الطوارئ" يشعل المظاهرات والبرادعي يتضامن &src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"