تونس البلد الوحيد في العالم اين الجيش يحتفل بعيده مع قائده الأعلى بعيدا عن أعين الشعب. جاء في برقية لوكالة الأنباء التونسية الرسمية ما يلي (إقتضاب) : "العوينة 24 جوان 2010 (وات)- أشرف الرئيس زين العابدين بن على صباح الخميس بالقاعدة العسكرية بالعوينة على الاحتفال بالذكرى الرابعة والخمسين لانبعاث الجيش الوطنى..." "وتوجه الرئيس زين العابدين بن على الى كافة وحدات القوات المسلحة بالامر اليومى.." "واثر إلقائه الامر اليومى تولى رئيس الدولة والقائد الاعلى للقوات المسلحة تقليد ثلة من العسكريين رتبهم الجديدة وتوسيم ثلة اخرى بالوسام العسكرى. وتابع رئيس الجمهورية اثر ذلك استعراضا شاركت فيه تشكيلات من الجيوش الثلاثة والاكاديميات ومدارس التكوين العسكرى" وإذا أردت أن تقرأ الخبر كاملا ( تجده اسفل النص...) والمتأمل في هذا الخبر من خارج تونس سوف يلاحظ أن لا وجود في هذا الإحتفال للجمهور من أبناء البلد ولا لوسائل الإعلام ولا حتى لممثلي عائلات المقلدين والموسمين في هذه المناسبة. أما التونسيون فلقد إعتادوا على مثل هذه الإحتفلات بالأعياد والمناسبات الوطنية وكأنه لا ناقة لهم ولا جمل في هذا الحدث وكأن الجيش ليس بجيشم وكأن لسان حالهم يقول لرئيسهم :"إذهب أنت وجيشك واحتفلا بالعيد واتروكوننا في شئننا". وهذا فعلا ما يريده النظام وهو عزل الشعب عن جيشه مما جعل من تونس (إذا إستثنينا طبعا بغداد ومنطقتها الخضراء وكابول) البلد الوحيد في العالم اين الجيش يحتفل بعيده مع قائده الأعلى بعيدا عن أعين الشعب، وكذلك البلد الوحيد أين الجيش يقوم بإستعراضه السنوي أمام الرئيس وأعضاء الحكومة في قاعدة عسكرية مغلقة. وإذا قارنا تونس مع ما يحدث في شتى بلدان العالم فسنجد أن إحتفلات الجيش والقوات المسلحة تجري وسط حضور شعبي كبير وترى الجيش هو الذي يذهب إلى شعبه ويفتح ثكناته وقواعده العسكرية لزيارات المدنيين والعائلات ووسائل الإعلام. وبذلك تتقوى الصلة بين الشعب وجيشه وسط شعور فياض بالمواطنة والوطنية والإنتساب. أما في تونس فلقد أصبحت الوطنية تراوح نفسها تارة بمناسبة مقابلات منتخب كرة القدم وتارة أخرى للهجوم على كل من يخالف الرأي مع النظام...