أشرف الرئيس زين العابدين بن علي صباح أمس بالقاعدة العسكرية بالعوينة على الاحتفال بالذكرى الرابعة والخمسين لانبعاث الجيش الوطني وحيا رئيس الدولة لدى حلوله بالقاعدة العلم على انغام النشيد الوطني وتفقد الوحدات المشاركة في المهرجان العسكري الذي أقيم بهذه المناسبة. وتوجه الرئيس زين العابدين بن علي الى كافة وحدات القوات المسلحة بالامر اليومي التالي: «بسم الله الرحمان الرحيم أيها الضباط وضباط الصف والجنود نحتفل اليوم في نخوة واعتزاز بالذكرى الرابعة والخمسين لانبعاث الجيش الوطني ويسعدني بهذه المناسبة المجيدة ان اتوجه بأحر التهاني وأطيب التمنيات الى سائر أفراد قواتنا المسلحة في الداخل والخارج وان أجدد لهم عبارات التقدير والتشجيع لما يبذلونه من جهود وتضحيات في أداء واجبهم الوطني بكل أمانة واخلاص للحفاظ على سلامة ترابنا وتعزيز مناعة بلادنا. أيها الضباط وضباط الصف والجنود ان الأجيال المتعاقبة التي دأبت على أداء واجبها الوطني في صفوف قواتنا المسلحة ما تزال تستلهم من الفترة التي قضتها في الخدمة العسكرية أنبل المعاني وأزكى القيم وفي مقدمتها حب الوطن والتفاني في خدمته والدفاع عن كرامته والتضحية في سبيله. كما ان افواج الضباط وضباط الصف والجنود الذين نشأوا داخل المدارس العسكرية وصدقوا الوعد والعهد وتربوا على الانضباط ونكران الذات وعلى الشرف والوفاء والشعور بالمسؤولية هم اليوم محل تقديرنا واعتزازنا وتشجيعنا. وأعرب بهذه المناسبة عن كامل ارتياحي لمساهمات قواتنا المسلحة في مساندة المجهود المبذول في شتى الميادين التنموية والبيئية والتكوينية ولتدخلاتهم الناجعة في مجابهة الكوارث الطبيعية وفي مجالات الوقاية والاغاثة والنجدة والاسعاف. كما أشيد بمواكبة قواتنا المسلحة للمستجدات العلمية والتقنية وتحكمها في المعدات والتجهيزات الحديثة وحسن التصرف فيها. وإذ وضعنا الشباب في صدارة اهتماماتنا وبرامجنا وجعلنا من التكوين والتأهيل مقوما أساسيا من مقومات تنميتنا الوطنية فقد اذنا بفتح المراكز والورشات العسكرية للتكوين والتأهيل المهني أمام الشباب سواء في اطار منظومة الخدمة الوطنية أو خارجها وذلك حتى نساعدهم على استيعاب المهارات ونعدهم لممارسة المهن الجديدة ونفتح أمامهم مزيد الآفاق للحصول على مواطن الشغل والاندماج في الدورة الاقتصادية. أيها الضباط وضباط الصف والجنود نسجل بكل اعتزاز ما يقوم به العسكريون التونسيون بجمهورية الكونغو الديمقراطية وغيرها من الدول الافريقية ضمن القوات الأممية وفريق الملاحظين الدوليين وذلك في اطار ايماننا بأهمية التضامن الدولي وبضرورة المساهمة في المبادرات الأممية الرامية الى ترسيخ السلم والأمن في العالم. وإني أحيي هؤلاء العسكريين وأتوجه إليهم بعبارات الثناء والتشجيع حاثا إيّاهم على ان يواصلوا الاضطلاع بمهمتهم النبيلة على الوجه المشرف الذي جلب لبلادنا الاحترام والتقدير أيها الضباط وضباط الصف والجنود أجدد ثقتي بكم وبقدراتكم وأكبر اخلاصكم للوطن ووفاءكم للنظام الجمهوري داعيا اياكم جميعا الى مزيد المثابرة على التحلي باليقظة والتفاني في أداء الواجب من أجل أن تبقى تونس حرة عزيزة منيعة أبد الدهر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». واثر إلقائه الأمر اليومي تولى رئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة تقليد ثلة من العسكريين رتبهم الجديدة وتوسيم ثلة أخرى بالوسام العسكري. وتابع رئيس الجمهورية اثر ذلك استعراضا شاركت فيه تشكيلات من الجيوش الثلاثة والأكاديميات ومدارس التكوين العسكري.