* "جيشنا سيبقى على الدوام مدرسة تتربى فيها الأجيال المتعاقبة على الانضباط ونكران الذات وعلى تقديس قيم الشرف والوفاء" العوينة 24 جوان 2009 (وات) أشرف الرئيس زين العابدين بن علي يوم الأربعاء بالقاعدة العسكرية بالعوينة على الاحتفال بالذكرى الثالثة والخمسين لانبعاث الجيش الوطني. وحيا رئيس الدولة لدى حلوله بالقاعدة العلم على أنغام النشيد الرسمي قبل أن يتفقد الوحدات المشاركة في المهرجان العسكري الذي انتظم بهذه المناسبة. ثم توجه الرئيس زين العابدين بن علي إلى كافة وحدات القوات المسلحة بالأمر اليومي التالي : "بسم الله الرحمان الرحيم أيها الضباط وضباط الصف والجنود نحيي اليوم في نخوة واعتزاز الذكرى الثالثة والخمسين لانبعاث الجيش الوطني. ويطيب لي بهذه المناسبة المجيدة أن أتوجه بأحر التهاني وأزكى التمنيات الى سائر أفراد قواتنا المسلحة وأن أعرب لهم عن عميق تقديري وتشجيعي لما يبذلونه من جهود وتضحيات في القيام بالواجب حفاظا على سلامة تونس ودعما لمناعتها وتعزيزا لمسيرتها على درب التقدم والرقي. أيها الضباط وضباط الصف والجنود إن ما عهدناه فيكم من روح وطنية عالية ومن خصال حميدة أسوة برجال بواسل ضحوا في سبيل تركيز مقومات السيادة وتكوين جيش وطني حديث ومتطور يقوي فينا الإيمان بأن جيشنا سيبقى على الدوام مدرسة تتربى فيها الأجيال المتعاقبة على الانضباط ونكران الذات وعلى تقديس قيم الشرف والوفاء. وقد حرصنا على الارتقاء بمؤسستنا العسكرية الى أعلى المستويات بما وفرناه لها من وسائل وامكانيات ساعدتها على أن تواكب مستجدات العصر وأن تستوعب أحدث العلوم والتقنيات وأن تتحكم في أدق المعدات والتجهيزات وأن تمتلك كل الادوات التي تمكنها من حسن التنظيم وجودة التصرف. واذ أعرب عن ارتياحي لما تقوم به المدارس والاكاديميات العسكرية من أعمال محمودة في مجالات التكوين والتأهيل والاعداد الجيد للكفاءات والخبرات والتقويم المستمر لبرامج الدراسة وتحديث مناهج التعليم فاني أبارك النتائج الباهرة التي تسجلها هذه المؤسسات وأشيد بقيمة البحوث العلمية التي تشرف عليها. وأثني على ما تحيطون به الشبان من تكوين وطني وبدني وعلمي ومهني متين يعدهم للحصول على الشغل المناسب والاندماج في الدورة الاقتصادية. كما أعبر لكم عن اعتزازي بمساهماتكم القيمة في دفع مسيرة بلادنا التنموية بفضل ما تنجزونه من مشاريع بسائر أنحاء البلاد ولاسيما في أعماق الصحراء مثل مشروع تنمية رجيم معتوق الذي أشرفت عملية استكمال انجازه على نهايتها. وأكبر كذلك تدخلاتكم الحاسمة في مجابهة الكوارث الطبيعية وحماية البيئة والمحيط وإخماد الحرائق وتخليص التراب الوطني من مخلفات الحرب العالمية وأشكركم على ما تسدونه من خدمات مفيدة لصالح المواطن في نطاق الوقاية والإغاثة والنجدة والإنقاذ. أيها الضباط وضباط الصف والجنود إننا نحرص دائما على تعزيز الإحاطة الاجتماعية بأفراد قواتنا المسلحة. وقد أذنا بتكثيف الخدمات المقدمة لجميع العسكريين المباشرين والمتقاعدين وبتمكينهم من ظروف العيش الكريم والرعاية الصحية اللازمة وبدعم الوحدات الاستشفائية بالجهات لمزيد تقريب الخدمات الصحية للعسكريين. وأعرب بهذه المناسبة عن تقديري العميق للعسكريين التونسيين العاملين ضمن القوات الأممية في عمليات حفظ السلام بعدة بقاع من العالم لما يقومون به من نبل الأعمال وما يقدمونه من جليل الخدمات التي تشرف مؤسستهم العسكرية وتجلب لبلادهم الاحترام والإكبار. أيها الضباط وضباط الصف والجنود أجدد ثقتي بكم وبكفاءاتكم معتزا بروحكم الوطنية العالية وبوفائكم لتونس وللنظام الجمهوري داعيا إياكم إلى مزيد التفاني في أداء واجبكم المقدس على أفضل وجه والى مواصلة التحلي باليقظة وروح الجد والاجتهاد حتى تبقى تونس حرة عزيزة منيعة أبد الدهر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته". وبعد إلقائه الأمر اليومي تولى رئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة تقليد ثلة من العسكريين رتبهم الجديدة وتوسيم ثلة أخرى بالوسام العسكري. وتابع الرئيس زين العابدين بن علي اثر ذلك استعراضا شاركت فيه تشكيلات من الاكاديميات ومدارس التكوين العسكرية للجيوش الثلاثة.