قرابة 12.000 حافظ وحافظة للقرآن الكريم في قطاع غزة هم على موعد مع تتويجهم بعد انتهاء 60 يوما من الحفظ المتتالي، حيث ينخرط هؤلاء في مئات مراكز التحفيظ في كافة محافظات قطاع غزة، ضمن مشروع المخيمات القرآنية الذي أطلق عليه "جيل القرآن للأقصى عنوان" والذي ترعاه الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية وتشرف عليه بشكل مباشر وزارة الأوقاف والشئون الدينية. وتلقى هذه المخيمات إقبالا شديدا من قبل الأهالي والمواطنين، حيث يتسابقون إلى إدراج أسماء أبنائهم فيها، بيد أن عددا كبيرا منهم لم يتمكن بسبب إغلاق باب الاستيعاب عن العدد المحدد. نجاحات كبيرة ويوضح الدكتور طالب أبو شعر وزير الأوقاف والشئون الدينية؛ قائلا: "نسعى لتخريج هذا العدد من حفظة القرآن الكريم، بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها الوزارة خلال الأعوام الماضية في هذا الاتجاه، ونحن بالطبع فخورون بذلك".وأشار وزير الأوقاف في حديث خاص ل "المركز الفلسطيني للإعلام" إلى أن وزارته عكفت منذ وقت مبكر على وضع الخطط اللازمة لتنفيذ مشروع المخيمات القرآنية، معربا عن أمله في نجاح هذا المشروع نجاحا كبيرا.ولفت إلى أن عدد المحفظين والمحفظات بلغ 870، موزعين على 272 مركزا للتحفيظ في محافظات قطاع غزة الخمس (رفح – خان يونس – الوسطى – غزة – شمال غزة).وألمح أن وزارته تعد منذ الآن إلى إقامة احتفال كبير ومميز لتكريم حفظة القرآن الكريم، معبرا عن فخره تجاه هذه "السنة الحسنة" التي تتبعها الحكومة الفلسطينية ووزارة الأوقاف والشئون الدينية على وجه الخصوص.الارتقاء بأداء وبتلاوة الحفظةمن جهته أشار الدكتور عبد الله أبو جربوع وكيل وزارة الأوقاف المساعد إلى أن مشاريع حفظ القرآن الكريم التي تقوم بها وزارة الأوقاف والشئون الدينية تهدف بشكل مباشر إلى حفظ وتثبيت القرآن الكريم في صدور الحافظين، وإلى الارتقاء بحفظهم ومستوى تلاوتهم ومراجعتهم عبر ختم القرآن غيبا.وأوضح د. أبو جربوع إلى وجود العديد من الطلبة المتميزين في الحفظ، مبينا أن وزارته "تبدي اهتماما كبيرا بإبراز المواهب وصقلها وإنتاج نماذج من الحفظ المتميز، لتجهيز المشاركين بالمخيم للمسابقات المحلية والدولية التي ترفع رأس فلسطين عاليا".ودعا الوكيل المساعد في وزارة الأوقاف والشئون الدينية في غزة أهل الخير في داخل الوطن وخارجه من رجال أعمال ومؤسسات خيرية، إلى إنفاق أموالهم على أهل القرآن لكي ينالوا الأجر والثواب من عند الله عز وجل، مضيفا أن ذلك شرف كبير يحظى به القائمون عليه.وأكد أن وزارة الأوقاف تقوم بهذه المشاريع من أجل استغلال العطلة الصيفية استغلالا أمثلا، وقال: "نحن نريد جيل قرآن فريد يهتم بدينه وحفظ كتاب الله عز وجل، وبالتالي نحاول أن نقوم بإنشاء هذا الجيل من خلال هذه المخيمات والحفاظ عليه من اللهو في الشوارع بدون فائدة".مشاريع عظيمةمن جهته ثمن المواطن دياب راضي الخطوة التي تقوم عليها وزارة الأوقاف والشئون الدينية، مقدما شكره للوزارة وللقائمين على مشروع المخيمات القرآنية.
وأضاف: "نحن ننتظر بفارغ الصبر أن يأتي فصل الصيف لكي تبدأ هذه المشاريع العظيمة، لكي نضع أبنائنا فيها وبالتالي نساعدهم على تحفيظهم القرآن الكريم كاملا في فترة محددة".سعادة غامرةويعبر الطالب عبد الله عثمان (14 عاما) عن سعادته الغامرة لقبوله في المخيمات القرآنية التي تقيمها وزارة الأوقاف والشئون الدينية.وأضاف: "فرصة رائعة وجميلة أن أحفظ القرآن الكريم في مدة شهرين متواصلين (60 يوم)، وهذا شرف كبير لي ولوالدي اللذين يهيآن لي الجو المناسب لحفظ القرآن الكريم".الحكومة ترعاها سنوياوتقيم سنويا الحكومة الفلسطينية في غزة عشرات المخيمات القرآنية بإشراف مباشر من وزارة الأوقاف والشئون الدينية من أجل تحفيظ القرآن الكريم في غضون شهرين متتابعين، حيث خرّجت في الأعوام الماضية الآلاف من الحفظة، فيما تلقى هذه الفكرة قبولا واستحسانا كبيرا من قبل المواطنين الفلسطينيين، ويظهر ذلك من خلال إقبال آلاف الفتية والفتيات للالتحاق بهذه المخيمات القرآنية.