(فرنسا) وكالات: دعا رئيس الوزراء الفرنسي فرانسو فيون مسلمي فرنسا امس الإثنين إلى رفض أغطية الوجه بوصفها تشويها طائفيا مبالغا فيه للإسلام.جاء ذلك قبل أسبوع من بحث البرلمان مشروع قانون يحظر البرقع والنقاب في الأماكن العامة. وقال فيون في افتتاح مسجد في ضاحية في شمال غرب باريس إن المسلمين الفرنسيين عليهم محاربة الأقلية الصغيرة الراديكالية التي تستخدم النقاب كوسيلة لمحاربة الاندماج في الإسلام السمح الذي يحترم فصل الدين عن الدولة. وقال فيون وهو أرفع مسؤول فرنسي يفتتح مسجدا منذ عقود 'إن إسلام فرنسا.. الإسلام الذي تمارسونه كل يوم لا علاقة له بهذا التشويه المبالغ فيه الذي يطفئ نور إيمانكم.' وصفق له الحشد. وأضاف 'عليكم أن تقفوا في خط مواجهة مع هذا الخطف للرسالة الدينية. إنكم وحدكم القادرون على تحقيق نصر فكري على الظلامية و(تحقيق نصر) للتسامح على التعصب.' وتزايد شعور الأقلية المسلمة في فرنسا بالتهميش خلال العام الماضي حيث قادت حكومة الرئيس نيكولا ساركوزي جدلا عاما بشأن الهوية الوطنية وقررت حظر الغطاء الكامل للوجه. والأقلية المسلمة في فرنسا هي الأكبر في أوروبا ويبلغ حجمها خمسة ملايين نسمة. ويعتبر كثير من المسلمين الفرنسيين أنفسهم مواطنين مندمجين تماما في المجتمع الفرنسي. ولا يرتدي البرقع أو النقاب إلا أقلية صغيرة للغاية صارت في الآونة الأخيرة مثارا للخلاف في عدة دول أوروبية. وتقول السلطات ان عدد النساء اللواتي يرتدين النقاب او البرقع لا يتجاوز الالفين في فرنسا من اصل ما بين خمسة الى ستة ملايين مسلم. وفيما كان فيون يتحدث كانت هناك امرأة في مدينة نانت الغربية تحاكم بتهمة قيادة سيارة وهي ترتدي النقاب. وأجبرتها الشرطة على دفع غرامة لارتدائها ملابس تحجب الرؤية الكاملة. وأحيلت هذه القضية إلى القضاء بعدما طعنت وزوجها في هذا الإجراء. ودافع فيون عن خطط منع النقاب الكامل قائلا إن الحكومة تريد بذلك الدفاع عن بعض مبادئ المجتمع. وقال 'هذه الممارسة من جانب الأقلية والتي تقوض القواعد الأساسية للعيش المشترك وتعرض مواطنينا للفضيحة.. تعادل السلوك الراديكالي الذي لا يجسد حقيقة الإسلام.' واوضح رئيس الوزراء أنه يأخذ في الاعتبار مخاوف المسلمين بشأن مشاعر معاداة المسلمين التي يشهدونها في فرنسا مشيرا إلى أنه جرى تشويه أو مهاجمة ستة مساجد خلال العام الماضي وجرى تخريب كثير من مقابر المسلمين في مطلع العام. وقال '30 في المئة من جميع أعمال العنف العنصرية (في العام الماضي) ومعظمها تهديدات كانت ضد مسلمين.' وقال محمد موسوي رئيس مجلس مسلمي فرنسا إن فيون محل ترحيب بعد التوتر الذي أثاره جدل الهوية الوطنية والنقاب. وقال لصحيفة 'لا كروا' اليومية إن وجوده 'بادرة احترام.' وقال الاشتراكي فيليب دوسيت رئيس بلدية بلدة أرجنتاي التي أقيم فيها المسجد إن رئيس الوزراء المحافظ يعوض عن 'خطأ سياسي' متمثل في بدء جدل سياسي عاطفي بشأن الهوية والنقاب. وفي محاكمة المرأة المنقبة اتهم محامي الدفاع الشرطة بالعنصرية وقال إنه لا يوجد قانون يمنع السائقات من ارتداء النقاب الذي فيه فتحتان للعينين. وقال 'النقاب ليس أسوأ من الخوذة التي يرتديها سائقو فورميولا واحد الذين يلفون المضمار بسرعة 320 كيلومترا في الساعة ويمكنهم على الرغم من ذلك من النظر في المرآة لرؤية المشهد خلفهم.' وجاء كلام فيون قبل ايام من النقاش البرلماني حول النقاب الذي سيبدأ في السادس من تموز/يوليو. ويحظر مشروع القانون المطروح على البرلمان النقاب في الفضاء العام تحت طائلة غرامة ب 150 يورو و(او) فترة تأهيل للحس المدني كما يواجه ازواج او رجال اللواتي يرتدينه حكما بالسجن سنة وغرامة قدرها 15 الف يورو. وانتقدت الجبهة الوطنية، ابرز تشكيلات اليمين المتطرف، ان يدشن رئيس الوزراء مسجدا. وقال بيان للجبهة التي يتزعمها جان ماري لوبن 'مر زمن طويل لم يدشن احد اكبر مسؤولي الدولة مكان عبادة. ويعود ذلك الى عهد الامبراطورية الثانية (1852-1870)، لكن اليوم سنة 2010 يدشن رئيس الوزراء فرانسوا فيون مسجدا'.