يعتقد نشطاء حقوق الإنسان أن الإخوان المسلمين يتواصلون مع الليبيين عبر الفايس بوك. فهل سيبتلعون الطعم؟ جمال عرفاوي من تونس لمغاربية – 20/07/10 [facebook.com] انضم الإخوان المسلمون لمستخدمي الفايس بوك الليبيين في يوليو. أطلقت جماعة الإخوان المسلمين بليبيا يوم 5 يوليو صفحة على الموقع الاجتماعي فايس بوك للتعريف بنفسها وبأهدافها وبالمبادئ التي تؤمن بها. وفي تصريح لمغاربية قال عبدالسلام المسماري المحامي والناشط الحقوقي الليبي إن هذه الخطوة "جد متأخرة من الإخوان المسلمين لملء فراغ إعلامي متاح للكافة على الانترنت بهدف التعريف بأفكارهم وأطروحاتهم كجماعة سياسية ذات فكر سياسي يتخذ من الإسلام قاعدة لأطروحاته السياسية". وأضاف المسماري "فالعدد الضخم من المرتادين لموقع الفايس بوك يومياً بات يجذب كل من يريد التبشير بأفكاره أو نشر رؤاه لا فرق في ذلك بين الشخصيات العامة من الإعلاميين والكتاب والشعراء أو الشخصيات الاعتبارية كالشركات والمؤسسات الحقوقية والأهلية بل وحتى رؤساء الدول والأحزاب والتجمعات السياسية". وترى غيداء التواتي المدونة والناشطة في مجال الحريات أن جماعة الإخوان المسلمين قد لجأت للفايس بوك "للتعريف بنفسها وما تدعو إليه محاولة منها لإستقطاب المؤيدين لها... في وقت بدأ المشهد السياسي الليبي ينقسم لتوجهات بين ما يعرف بالحرس القديم ومايعرف بالحرس الجديد". وأضافت "إن الموقع الإجتماعي يستقطب جُل شرائح المجتمع الليبي وخصوصا الشباب، الفئة الأهم في ليبيا". وعبر صفحتهم على موقع الفايس بوك تقول جماعة الإخوان المسلمين "إننا ننبذ العنف ونرفض اللجوء إلى القوة لحسم الخلاف، فنحن نعتبر الاختلاف في إطار الثوابت العامة للمجتمع الليبي ظاهرة يمكن أن تكون صحية، إذا انضبط جميع الفرقاء بضوابط الحوار، وآداب الخلاف". "ونعتبر قيم الحرية والعدالة وحقوق الانسان، التي لا تتعارض مع الثابت من ديننا الحنيف، من صلب الدين، ومقصد كبير من مقاصده... كما نعظَم قدر العلم والعلماء ، ونعتبره وسيلة المجتمع للنهوض والتطور واللحاق بركب التقدم العلمي، والتقني، والنهضة، والتنمية". الشباب الذين اتصلت بهم مغاربية كانت لديهم ردوداً سلبية على فتح الجماعة صفحتها على الفايس بوك. سالم معتوق سخر من إطلاق هذه الصفحة "خاصة وإن القيادات الإسلامية اعتبرت في وقت سابق أن الفايس بوك حرام ولا أعتقد أن العودة إليها اليوم واستخدامها... بلغة سلسة ومهادنة لطرح أفكارهم سيكون فكرة صائبة". أما طارق الأحمد فقال لمغاربية إن الاسم "الإخوان المسلمين"، التي تأسست في الخمسينيات، "تثير غضبه". وتساءل "كيف يطلقون على أنفسهم اسم الإخوان المسلمين؟ فهل كل الذي لم يتبعهم هو من إخوان الشيطان؟" وتؤكد الجماعة في صفحتها على الفايس بوك أن "الإسلام دين الليبيين جميعا، ولا نعتقد أنّهَ حكر على الجماعة، أو التيار الإسلامي، ولا نقول أننا أكثر فهما له والتزاما به من غيرنا". وتضيف الصفحة عن أبرز أهداف جماعة الإخوان المسلمين "المساهمة في تكوين جيل جديد من المؤمنين بتعاليم الإسلام الصحيح، يعمل على المشاركة في صبغ الحياة الطاهرة والرغدة للمجتمع الليبي". شاكر الشرفي أستاذ الحضارة الإسلامية قال "في اعتقادي دخولهم ليس من باب الاختراق ونشر أفكارهم المتطرفة بقدر ما هو وعي بضرورة الانفتاح على الآخر لأنهم تخلوا عن المنظومة الدينية المغلقة". ويؤكد الشرفي أن "ما قرأته عنهم أن مراجعاتهم كانت عن وعي لمشاركة علماء مشهود لهم بالوسطية ناقشوهم في السجن". وتتضمن صفحة الإخوان المسلمين على الفايس بوك أخبارا عن الحريات في ليبيا وكذلك حوارات مع قياداتهم ونقاشات حول مبادرة الإصلاح التي تقدم بها سيف الإسلام القذافي