التونسيون المعتدلون الذين يحاولون إسماع أصواتهم على فايس بوك يواجهون في بعض الأحيان حملة ناجحة من المضايقات والتهديدات. جمال عرفاوي من تونس لمغاربية بالنسبة لبعض التونسيين، تحول فايس بوك إلى ساحة معركة يضطرون فيها لتبادل الضربات السيبرانية مع المتطرفين الدينيين الذين تضم ترسانتهم تهديدات بالقتل. وبدأ الصراع في مارس عندما بدأت مجموعة تدعى مبيد حشري فايس بوك تطلب من مديري موقع الشبكة الاجتماعية بإغلاق صفحات المزعجين المزعومين. بعض أهداف مبيد حشري فايسبوك التي يتم اختيارها بسبب آراءها المعادية للإسلام تعرضت للإغلاق. المدون نفطي حولة، مستخدم قال إنه تم حذفه يوم 28 أبريل نتيجة لهذه الحملة وقال "حجبت نافذتي منذ أسبوعين في الفايس بوك". وبالنسبة لحولة، فايس بوك هو فضاء للتعبير "عن رأيي في عديد القضايا السياسية والنقابية الوطنية والقومية". مجموعة الكرسي الكهربائي المنبثقة عن مجموعة المبيد الحشري الفايس بوك "أطلقت نداءا مباشرا للمشتركين في موقع فايس بوك تدعوهم للتصدي كل من يتطاول على "الدين الاسلامي". وجاء في النداء "عزيزي المشترك، يعج موقع فايسبوك بالحمقى الذين يتواجدون فيه فقط بغرض الإساءة للإسلام والتأثير على الشباب العربي المسلم. سنقوم بنشر روابط هؤلاء والإبلاغ عنهم لدى إدارة فايسبوك حتّى تغلق حساباتهم. قم بدعوة أصدقائك حتى تكون هذه الصّفحة أكثر فعالية". وخلال شهر أبريل الماضي تلقى خميس الخياطي الناقد الصحفي والعضو المؤسس لجمعية الدفاع عن اللائكية بتونس رسالة من نفس المجموعة تدعوه أن يتخلى عن أفكاره العلمانية وأن يذهب ليصلي ركعتين "قبل أن يأخذك عزرائيل". وقامت هذه المجموعة بعمليات إعدام افتراضية لمجموعة من التونسيين والتونسيات المعروفين على الساحة السياسية والإعلامية ممن عرفوا بدعوتهم للحداثة أو للعلمانية مثل ألفة يوسف وسلوى الشرفي وصالح الزغيدي وريما السعيدي وسنية البحري. ألفة يوسف المتخصصة في القضايا الإسلامية ادعت قائلة "أتلقى دوما رسائل شتم وتهديد ولكن حين أفتح معهم حوار أجدهم تائهين ويعانون من الحرمان وهو ما يجعلني أعتقد أن ما يجري تديره رؤوس كبيرة لقيادات إسلامية". يوسف أوضحت أن الخطر يكمن في أن يتحول هؤلاء "الصغار إلى أداة سياسية وفي خدمة بعض الأطراف". المخرج التلفزيوني المنصف ذويب قال لمغاربية إن رسائل التهديد "في تزايد مستمر عبر موقع الفايس بوك وعبر بعض أغاني الراب التي تهدد كلماتها أحد المحرجين في تونس بقتله بالرصاص أو الاستهجان بالفتيات عبر نشر صورهن مرفوقة بكلام بذئ يحط من كرامة المرأة". بعض أفراد المجتمع المدني يردون على هذه الاعتداءات باستخدام الشبكات الاجتماعية لمواجهة المتطرفين. سنية البحري التي أطلقت مجموعة اسمتها 'حتى يتوقف الراب التونسي عن الدعوة للقتل واستهجان النساء' قالت في تصريح لمغاربية "حان الوقت أن نوقف هذا التيار الهدام الذي يقوده شباب قد يمسك بزمام القيادة وفي مواقع القرار في مختلف المؤسسات التونسية بعد سنوات قليلة وهذا لا يبعث على الاطمئنان"