مع الأيام الأولى لرمضان، عاد إلى الواجهة سجال المسلسلات، وتشتت الآراء حولها، ورفضها وعدم تقبلها، من طرف بعض التنظيمات الدينية، وتجسدت أبرز الإشكاليات مع مسلسل ''السيد المسيح''، الذي تقرر نهائيا وقف عرضه على قناتي ''المنار'' و''أن.بي.أن'' اللبنانيتين. جاء في بيان صدر، أول أمس، على موقع قناة ''المنار'': ''قررت ''المنار'' و''أن.بي.أن'' وقفَ عرضِ المسلسلِ مراعاةً منهما لبعضِ الخصوصيات وللحُؤولِ دونَ أيِّ محاولةٍ للتوظيفِ السلبي''.. وجاء على لسان نادر طالب، مخرج المسلسل، أسفه عقب الضجة المثارة حول المسلسل، مع العلم أنّ العمل نفسه حاز على جائزة مهرجان الفاتيكان الديني الدولي (2007). كما تضمن البيان نفسه رأي المركز الكاثوليكي للإعلام، في لبنان، الذي ذكر أنّ المسلسل يتضمن ''مغالطات مسيئة''. كما اعتبر رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، المطران بشارة الراعي، المسلسل ''فتنة مذهبية طائفية، وضرب للميثاق الوطني والعيش المشترك''، مطالبا ''بوقفه فورا'' لأنه يتعارض وتعاليم الإنجيل التي يعرفها كافة المسيحيين في جميع أنحاء العالم. ودافعت قناتا ''المنار'' و''أن.بي.أن'' على فحوى المسلسل ذاكرتين أنه ''يُضيءُ على الشخصية العظيمة لنبي الله عيسى بن مريم عليهِما السلام وعلى رسالتِهِ الإلهية، ويعكِس بكل تمجيدٍ وإجلال وتعظيم مسيرةَ حياتِهِ وآلامِهِ وتضحياتِهِ ودورهِ وصورته''. والملاحظ، في رمضان، هذا العام، هو الحضور القوي للمسلسلات التاريخية الإيرانية، خصوصا فيما يتعلق بسير الأنبياء، التي ما تزال تثير جدلا، عبر التلفزيونات العربية، بالنظر إلى استنادها إلى مرجعية دينية مختلفة، لا ترى مانعا في عرض وتجسيد ملامح الأنبياء، حيث انتقلت حمى ''الجدل'' إلى تونس، وتحديدا قناة ''نسمة'' التي أثارت حساسية جهات دينية محافظة، على خلفية عرض مسلسل النبي يوسف الصديق، الذي تم رمضان السنة الماضية عرضه على قناتي ''المنار'' و''الكوثر''، وعرض أيضا عبر عدد مهم من تلفزيونات دول عربية وإسلامية، والحال نفسه مع مسلسل ''مريم العذراء'' على قناة ''حنبعل'' الذي يلقى ردود فعل ساخطة تهدد بإمكانية وقف بثه.