حاوره الطاهر العبيدي [email protected] لأن العالم العربي والإسلامي يرتكز على تاريخ وقيم كانت لها إسهامات في الحضارة الإنسانية، ومشاركة في مختلف صنوف المعرفة والعلوم، فإن انبلاج موسوعة التميز والحضارة التي أنشأت سنة 2000 بهدف استكشاف المتميزين المسلمين في مختلف الميادين، قصد التعريف بهم وتكريمهم معنويا وأدبيا، ومناصفة لهذه التجربة الفريدة، ارتأينا أن نجري حوارا مع الأستاذ أسامة الطوري مستشار اللجنة التنفيذية العليا لموسوعة التميز والحضارة العالمية، لمحاولة الاطلاع على نشأة ومسيرة هذه المؤسسة، لعلة يأتي اليوم الذي نرى فيه جائزة ابن سينا العربية ترفرف في سماء الإنسانية. موسوعة التميز والحضارة لماذا اختيار هذا الاسم، فعادة لفظة موسوعة تشمل الاطلاع الواسع والإلمام الكبير، والتجربة والبحث والتنقيب والتدوين الذي تسعه مجلدات، فأين يمكن لنا أن نستدل على هذه اللفظة من حيث الانجاز الفعلي لمؤسستكم؟ تسمية موسوعة هي تسمية مجازية للم شمل المبدعين والمتميزين في العالم العربي والإسلامي، وهي ليست كموسوعات أخرى تهتم في أمور بحثية ومنهجية علمية، لأنها تهتم بأشخاص على قيد الحياة، ولهم بصمات واضحة في تسجيل أرقام قياسية عربية تظهر إبداعاتهم، وليس كموسوعات أخرى تنشر عن العالم العربي والإسلامي غير مشرفة. لو نتعرف منكم على بداية انطلاق هذه الفكرة والأهداف المرسومة، والطاقم المسير ومن أين " تبثون" والتحديات والعوائق ؟ بدأت الموسوعة منذ عام 2000، وكانت الانطلاقة من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتحمل عدّة أهداف أهمها بعث رسالة حضارية للعالم كافة بأن العرب والمسلمين هم أصحاب تاريخ وحضارة وليس كما ينشر عنهم في دول الغرب، بحيث تقدم للعالم المبدعين والمتميزين والانجازات العربية والإسلامية بطريقة حضارية .
يتكون مجلس إدارة الموسوعة من مجلس أمناء و11 لجنة منبثقة عنه، ومن أبرز اللجان هي اللجنة العليا للتدقيق والترشيح والاختيار، وتضم في عضويتها أسماء بارزة من العاملين في الأممالمتحدة والخبراء العالميين، كما أنها تتعاون مع شركات عالمية معروفة على مستوى العالم لجلب نتائج التصويت والترشيح ضمن اتفاقية تمتد لعشر سنوات. ألا ترون أن موسوعة التميز والحضارة بقيت حبيسة الفضاء العربي والإسلامي ولم تقتحم فضاءات أخرى؟ صحيح لأن الخطة مبنية على جمع عدد أكبر ممكن من المبدعين والمتميزين في العالم العربي والإسلامي.
ما هي المقاييس التي تعتمدونها في اختيار المتميزين، وكيف تتم هذه العملية وما هو حصاد المتفوقين من الناحية المعنوية والمادية، ومن هم المعنيين لديكم بالتكريم؟ يتم البحث عن المتميزين من خلال الجهات الرسمية، ومراكز الأبحاث المهتمة لدى الموسوعة في تحديد الشخصية أو الجهة، ومن ثم يتم التنسيب بها إلى اللجنة العليا للترشيح والتدقيق والاختيار، التي تقوم اللجان المتفرعة منها للبحث والاستقصاء، ومن ثم إذا كان هناك تصويت يتم تكليف الجهة المتعاقد معها لإجراء التصويت الحيادي، على أن يتمّ الاعتماد من مجلس الأمناء، أما بالنسبة للناحية المعنوية فإن الجائزة معنية بتزويد كافة وسائل الاعلام المرئية والمقروءة في العالم وأيضا التوثيق، وفي كتاب سنوي يصدر عن الموسوعة. وتقدم الموسوعة جوائز مادية ومعنوية لبعض الفائزين، وتدعم المبتكرين والمخترعين، بحيث تقوم إما برعاية المشروع أو إيصال هؤلاء المبدعين إلى جهات تتبنى مشاريعهم. ما الفرق بينكم وبين جمعيات رياضية هي الأخرى تهتم بإبراز أفضل لاعبيها، لتكريمهم وإبرازهم وإشهارهم، إلى حد النجومية العالمية؟ لا مجال للمقارنة، لأننا الموسوعة العربية للأرقام القياسية، وموسوعة التميز والحضارة تهتم بكافة المتميزين، وللرياضة جزء كبير من هذه الموسوعة، ونحن نسعى لأن تكون بكفاءة وجدارة جائزة نوبل للعرب والمسلمين. الوجود الإسلامي في الغرب أصبح في السنين الأخيرة يتميز بوعي متقدم على مستوى الفعل المهجري، فهل فكرت موسوعة التميز والحضارة في احتضان الكفاءات المنتشرة في أوروبا؟ تملك الموسوعة خطة شاملة وطموحة بأن تقوم بتوثيق انجازات وإبداعات العرب والمسلمين المقيمين خارج العالم العربي والإسلامي، ونقوم حاليا بوضع خطة متكاملة، لتقديمها وانطلاقها من عاصمة الثقافة العالمية ( باريس ) لو نتعرف على أسماء بعض المتميزين الذي وقع تكريمهم من طرفكم وهل هناك متابعة للفائزين بعد نجاحهم؟ كرمت الموسوعة ما يقارب (790) شخصية عربية وعالمية منذ تأسيسها عام 2000، ويتمّ متابعة ودعم المكرمين والفائزين فيما بعد عن كثب. لماذا موسوعة التميز والحضارة لا تملك منبرا إعلاميا ورقيا يؤرخ نشاطها ويسجل آثارها ويدخلها إلى أهم المكتبات العالمية؟ يصدر عن الموسوعة كتابا سنويا يؤرخ ويوثق نشاطها السنوي، وهو متوفر في كافة المكتبات العالمية الشهيرة، بالإضافة إلى وجود موقع الكتروني خاص بالجائزة، يتمّ تطويره سنويا .. كما تقيم الموسوعة مؤتمرا سنويا بعنوان " التميز والحضارة " يعقد في إحدى الدول العربية، يتم خلاله دعوة 500 شخصية متميزة، أو حائزة على جائزة لتكريمها برعاية شخصية رفيعة المستوى.