كتب الاعلامي واستاذ التاريخ لمعاصر المقيم بفرنسا عادل اللطيفي رسالة وجهها للرئيس المؤقت والمترشح للرئاسة المنصف المرزوقي جاء فيها ما يلي: ''بكل أسف نسجل لك بداية هستيرية في حملتك الانتخابية مبنية بالأساس على الأحقاد وعلى العنف وعلى الوعيد. فبعد أن خيبت ظن التونسيين في النضال وفي حقوق الإنسان وأنت تفتح القصر لمليشيات مارست العنف على الفنانين وعلى السياسيين كما فتحته لدعاة الفتنة والتكفير والقتل. وبعد أن ان استقبل مدير ديوانك دعاة هم اليوم من المساندين لتنظيم داعش. ها أنت تتزعم حملة العنف والتخوين ضد الصحافة والصحفيين. وها أن محيطك وأنصارك يبثون سموم النعرات الجهوية على مواقع التواصل الاجتماعي. وها أن مليشيات حماية الثورة المنحلة تعد التونسيين من خصومك بالسحل. هل هذا هو الغد الذي تعد به التونسيين؟ غير أن كل هذا قد لا يساوي شيئا أمام ما ذهب إليه مستشارك الإعلامي السابق محمد هنيد والذي يدعوا اليوم على المنابر الإعلامية للتصويت لك. أعرف أنك وفريقك ستقولون هذا كلامه لا يلزمنا. لكن ذلك لن يزيل عنكم المسؤولية التاريخية لأنكم أدخلتموه قصر قرطاج بما يعنيه من رمزية السلطة والدولة لدى الشعب. وأعرف في نفس الوقت أنكم تستفيدون من كلامه الكارثي دون أن تطالبوه مثلا في بالكف عن التدخل في حملتكم. بعد أن نعت هذا الشخص الاتحاد العام التونسي للشغل بأنه داعش نراه اليوم (مقال على الجزيرة نت) يعتبر بطريقة ضمنية من صوت لنداء تونس من الأحياء الراقية وكأنهم مستوطنون. إذ يقول في مقال مساندة لترشح المرزوقي "فوز هذا الحزب بأغلب المقاعد في الأحياء الراقية والحواضر المترفة أو كما يسميها التونسيون تندرا "المستوطنات". ويذهب هنيد أكثر من ذلك في استعارة المشهد الفلسطيني عندما يقابل بين هذه المستوطنات وبين "المناطق الفقيرة المهمشة الأشبه بالمخيمات". المستوطنات من صنع الصهاينة والمخيمات ناتجه عن التهجير والصورة حمالة لكل الدلائل والمعاني العنيفة. هل هذا حالنا في تونس؟ هل بعد الشمال والجنوب يا سيادة الحقوقي، أصبحنا اليوم مقسمين بين مستوطنات ومخيمات وبين صهاينة وفلسطينيين؟ هل إلى هذا الحد كل الوسائل مباحة للبقاء حيث أنت؟ سينكر فريقك طبعا أية علاقة بهذا الشخص، لكن ألم تلاحظ كعديد التونسيين أن دعوات التصويت إليك تأتي دائما في خطاب العنف والتفرقة؟ هل هي مصادفة أم أنها تأتي من أطراف تريد عرقلة مسيرتك؟ أعتقد أنه على الممثلين الحقيقيين للتقاليد الحقوقية التونسية التحرك لتفادي هذا الانزلاق الخطير في خطابات مجرمة في حق الوطن والمواطنين. وعلى كل طرف أن يتحمل مسؤولياته الأخلاقية منها والسياسية وحتى الجزائية.''