كثيرا ما حذر الإعلام من تنامي الأنشطة الإرهابية في تونس و مدى خطورة غول الإرهاب ولكن الأحداث الأخيرة التي استيقظنا عليها اليوم في مدينة الكاف و ذبح عون حرس بمثابة ناقوس الخطر حول مدى خطورة اكتساح الارهاب و توغله في تونس فقد أصبحنا ننام و نستيقظ على حادثة جديدة يهدر فيها دماء ابناءنا . و في ذات السياق اتصلت "الجريدة" بالأمني و المحلل السياسي "علي زرمديني "و كان لنا معه الحديث التالي: ما رأيك في العملية الارهابية التي و قعت أمس بمنطقة الطويرف من ولاية الكاف ؟ هذه العملية منتظرة باعتبار أن الارهاب يعيش بيننا , فهذه المناطق جبال الكاف و جندوبة يجب أن تسجل ضمن المناطق الخطرة فمثل هذه العمليات ستتتالى لأن الارهابيين يعشون حالة من اليأس الواضح لفشل مخططاتهم و عماليتهم الاستباقية لذى يقمون بمثل هذه العملية الجبانة لدفع المعنوي لخلاياهم فهم يحاولون بعث الرعب في المجتمع المدني و ارباك المؤسسات و اثارة البلبلة في صفوف الشعب التونسي . مثل هذه العمليات المعزولة مثل عملية الطويرف اليوم من ولاية الكاف لنجد النوع الاخر المتمثل في العمليات المنظمة التي تشتمل على التفجير و التخطيط المسبق مثل عمليات الشعانبي و نبر مثل هذه العمليات فيها نوع من العنف و الشدة "عمليات ناس ميؤوسة". كيف يمكن مواجهة الارهاب؟؟ الطريق الوحيد لمواجهة الارهاب المراقبة الدائمة و المستمرة لهذه الجماعات و على وزارة الداخلية من حيث المستوى الاستعلامي مراقبة الخلايلة النائمة بالأساس فهي تعد المصدر الاساسي لمثل هذه العمليات و على وزارة الداخلية اعلان هذه المناطق مرتفعات الكاف و جندوبة مناطق خطرة و يجب ان يكون فيها احتياطات استثنائية فنحن في حالة حرب دائمة مع الارهاب . فالإرهاب واقع داخلي و اقليمي يتغذى من امتداد خارجي بالأساس فاليوم الواقع المتوتر يحتضن الارهاب بقيادته و قواعده لذى يجب التصدي له في ايطار مشروع وطني كامل يتمثل في الوحدة الوطنية ة الاتلاف حول هذه المؤسسات ودعمها من خلال اليقظة و العمل اللوجستي . ما رأيك في تصريحات وزير الداخلية "ليبية قنبلة موقوتة في وجه تونس"؟؟ ليبية قنبلة موقوتة على كامل المنطقة و تتجاوز كامل المنطقة كذلك ليبية "الصومال الجديد" أرضية خصبة لتوليد و تفريخ الارهاب تحتضن قيادات هامة في تنظيمات الارهابية . ليبية اليوم بؤرة من ببؤرة التوتر الاقليمي وهي في حاجة إلى قرارات دولية صارمة , تونس ودول الطوق(مصر و الجزائر و موريطانيا..) أرض مفتوحة يأتي منها القلق و تهدد أمن كل المنطقة. كيف تقوم التعاون التونسيالجزائري لتصدي للإرهاب؟؟ نحن لنا تجربة عميقة في التصدي و مقاومة الارهاب كما للجزائر خبرة كبيرة وواسعة في التصدي للإرهاب وهذا التعاون في المجال الأمني يجب أن يكون له مؤشرات إيجابية وسريعة، خاصة مع تزايد التهديدات الإرهابية، مع اضطرابات الوضع الإقليمي . و اعتقد أن "التعاون الأمني مسألة أصبحت إلزامية بين الدول وبخاصة بين الدول التي تربطها الحدود، وأعتقد أن الإمكانيات والوسائل التقنية لتطوير التعاون موجودة، ونحن فقط بحاجة إلى رسم استراتيجية محكمة وذات فعالية لمحاربة الجماعات الإرهابية . رسالة ''علي زرمديني '' لوزارة الداخلية: الايام القادمة تحمل لنا في طياتها مفاجئات عديدة لذى يجب على وزارة الداخلية توفير ما يستلزم من الناحية المعنوية و المادية لان الامنيين في مواجهة النار فالعمل من أجل هذا الوطن شرف و الموت من أجل هذا الوطن شرف ... رحم الله شهداءنا الابرار من حماة الوطن...