لم أشأ التعليق على المسرحية السخيفة التي انخرط فيها عدنان منصر في إطار إدارته للحملة الانتخابية للمرشح المنصف المرزوقي والتي استعمل فيها ''الدموع'' لأن إبنته سألته هل سيعودون إلى السجن لأن نداء تونس فاز بالانتخابات التشريعية وهو الذي لم يدخل السجن أبدا ولم يكن يُصنف ضمن المناضلين علنا أو سرا ولم يسع إلى مقاومة الدكتاتورية ولو حتى بأضعف الإيمان. سمعنا سؤال إبنة عدنان منصر وهي شابة ما شاء الله في السنة الأولى جامعة كما قال. والسؤال الحقيقي هو هل يمكن للسيد منصر أن يستمع إلى أسئلة الطفلة البريئة نيروز إبنة الشهيد شكري بلعيد الذي اغتيل بالرصاص في عهدهم. والسؤال الذي ستطرحه نيروز هو هل قتلة أبيها ومن تواطئوا معهم سيذهبون إلى السجن؟ إن كان نعم فلماذا إذن سكت عنهم رئيس عدنان منصر ولم يدخلهم السجن؟ ولماذا تمادى هو والترويكا الفاشلة في ترهيب التونسيين بفسح المجال أمام الإرهابيين ليتمادوا في جرائمهم وهم يتفرجون إلى أن أعيدت نفس الجريمة بشكل لا يقلّ بشاعة عن جريمة اغتيال الشهيد شكري بلعيد يوم اغتال المجرمون الشهيد محمد البراهمي على مرأى ومسمع من زوجته وأبنائه الأبرياء. سي عدنان نيروز اليتيمة تسألك هل تقدر أنت ورئيسك أن تعيد إليها أباها وأن تنعم بدفء حضنه كما تنعم إبنتك اليوم بدفء حضنك؟ هل لنا أن نعلم سي عدنان إن كانت إبنتك سألتك عن سحل الشهيد لطفي نقض كما كانوا يفعلون أيام الجاهلية؟ وهل سألتك عن فاقدي البصر في أحداث الرش بسليانة؟ وعن جرحى 9 أفريل بشارع الحبيب بورقيبة الذين عنّفهم مجرمو روابط الثورة الذين يديرون معك اليوم حملة رئيسك المرزوقي؟ هل سألتك إبنتك عن دموع الأرامل والثكالى ساعة الإفطار في رمضان شهر الرحمة عندما تمّ ذبح جنودنا البواسل ولم تقدروا سوى على إعلان الحداد؟ ألم تسألك إبنتك الكريمة عن دموع البغدادي المحمودي التي وصفها محاميه وكانت دموعا حارقة جعلها حبرا لرسالة استجارة واستعطاف لرئيسك المرزوقي حتى لا يسلموه لبطش ''الثوار''؟ وبعد كل هذا هل ذرفت الدموع عندما كانت إبنتك تسألك كل هذه الأسئلة إن كانت فعلا طرحت عليك مثل هذه الأسئلة, مع أني أشكّ في أن مثل هذه الأسئلة تُطرح في بيتك المحترم.