أدى نجاح الفرنسيين في وقف تقدم المتطرفين نحو الجنوب إلى تشجيع الدول الإفريقية على إرسال قواتها للمشاركة في حرب مالي . و كانت دول “الإيكواس" أي المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا قد حثت على التدخل العسكري الإفريقي، وبادرت ثلاث دول هي النيجر و السنغال و بوركينافاسو إلى إعلان إرسال 1500 عسكري بمعدل 500 عسكري لكل منها للمشاركة في العملية الحربية بمالي كما سبق لمجلس الأمن الدولي أن أصدر قراراً يجيز التدخل العسكري في مالي. و سعت الجماعات الإسلامية المسلحة في البداية إلى السيطرة على المواقع الإستراتيجية في وسط البلاد (مدن سفاري، وكونا، والمطار الوحيد في وسط البلاد . . .)، وسرعان ما انهار الجيش المالي بعد تعرضه يوم الجمعة الماضي ل"مجزرة حقيقية" وفق وصف الصحف المالية، لكن التدخل الفرنسي كان حاسماً وأوقف تقدم الجماعات الإسلامية إلى الجنوب، وبالطبع كانت فاتورة الخسائر البشرية كبيرة خلال الأيام الأولى للمواجهة، فقد أحصى شهود عيان عشرات الجثث في شوارع كونا، وبدأ آلاف النازحين من عرب وطوارق مالي التدفق على حدود دول الجوار وخاصة موريتانيا، واعترفت مالي بفقدان 11 عسكرياً وجرح 60 آخرين، فيما فقدت فرنسا ثلاثة من رجالها بينهم ضابط، وخسرت الجماعات الإسلامية ما بين 46 و100 قتيل بحسب المصادر المالية، وكانت الخسائر في المعدات كبيرة . و أفرزت حرب مالي دعوات للجهاد ضد "فرنسا الغازية" أطلقها رموز و زعامات إسلامية وسلفية في مختلف دول المنطقة من مصر شرقا إلى المغرب في أقصى الشمال الأفريقي. و يعقد قادة عدد من دول غرب أفريقيا اجتماعاً اليوم، في العاصمة الإيفوارية أبيدجان، لبحث إرسال مزيد من القوات إلى مالي، لدعم العمليات العسكرية التي يقوم الجيش الفرنسي بتنفيذها، ضد المسلحين "الإسلاميين" في شمال الدولة الأفريقية. وستقود نيجيريا القوة الأفريقية إذ سيشارك فيها 1200 من جنودها على أن تشارك فيها قوات من تشاد وبنين والنيجر والسنغال وبوركينا فاسو الطوغو في حين أكدت التشاد أنها سترسل نحو 2000 جندي إلى مالي، وقد تستعين بقواتها الجوية التي تعتبر من أفضل القوات الجوية جاهزية في أفريقيا. و تقول فرنسا إنها أرسلت نحو 1800 جندي إلى مالي بعدما شنت طائراتها غارات لإيقاف التقدم السريع للإسلاميين. وتقول مصادر في وزارة الدفاع الفرنسية إن من المرجح أن يفوق عدد قواتها 2500 جندي. من جهة أخرى قال متطرفون اسلاميون أن عملية منشأة الغاز في جنوبالجزائر وما رافقها من رهائن تأتي ردا على تدخل فرنسا في النزاع في مالي. و يستفيد المسلحون" الإسلاميون" و متمردو الطوارق من حالة الفوضى التي تعم شمالي مالي منذ أفريل 2012 في أعقاب الانقلاب العسكري الذي شهدته مالي، حيث استولوا على المدن والبلدات الرئيسية شمالي مالي. و قالت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين أمس الجمعة إنه من المتوقع أن ينزح ما يصل الى 700 الف من جراء أعمال العنف في مالي بما في ذلك 400 الف يمكن أن يفروا الى دول مجاورة في الأشهر القادمة. وفر نحو 147 ألف من ابناء مالي الى دول منها موريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو والجزائر منذ بدء الأزمة العام الماضي. وهناك بالفعل نحو 229 ألف نازح داخل مالي.