لوح مؤخرا كل من حزب التكتل والمؤتمر من أجل الجمهورية بالانسحاب من الائتلاف الحاكم إذا ما لم يتم تقييم الأداء الحكومي والوزاري بشكل موضوعي، مشددين في الآن ذاته على أن يشمل التقييم الرئاسات الثلاث معتبرين أنه إذا ما أثبتت النتائج فشل رئيسي الدولة والمجلس التأسيسي في أدائهما فإن انسحابهما من الحكم وارد، وقد أثارت الأنباء المتضاربة و المتواترة جدلا واسعا بين نواب المجلس الوطني التأسيسي. ففي قراءة أولية أجمع عدد من النواب الذين تحدثنا إليهم على أن انسحاب التكتل والمؤتمر يبقى من باب المناورة والمزايدات السياسية. من جهته اعتبر النائب عبد العزيز القطي في تصريح ل"الجريدة" أن ما تعيشه الترويكا اليوم من تفكك وهشاشة هو بالأساس "نتيجة لهيمنة حركة النهضة وتغولها داخل الترويكا لأنها تعتبر حزبي التكتل والمؤتمر ديكورا لتلميع صورتها في الداخل والخارج والدليل على ذلك عدم الأخذ برأيهما في المشاورات أو التعيينات فهي تتصرف بديكتاتورية داخل الترويكا وهذا ما جعل التكتل والمؤتمر بعد أن أصيبا بالانهيار وتشتت القواعد يشعران بالخطر وإن كان ذلك بعد فوات الأوان فالنهضة اليوم تتعامل مع الحزبين بكل علوية واحتقار وتعرف جيدا انهما غير قادرين على الانسحاب وأن ما يقومان به هو من باب المزايدة السياسية والشعبوية لأن مصيرهما ارتبط بالنهضة إضافة الى خوفهما من أن تقوم النهضة بتقليص الحقائب التي أسندت إليهما من أجل التحالف مع أطراف أخرى تكون قطعا غير التكتل والمؤتمر". وفي ذات السياق أكد النائب الطاهر هميلة ل"لجريدة" أن الوضع السياسي الآن دخل في مأزق خطير "وأن هذه التحركات الشعبية في المناطق الداخلية تدل على فشل الحكومة فشلا كاملا لأن الأصل في الحكومة أن تقيم العدل وتنشر الأمن وتفتح الآفاق وإن عجزت عن تحقيق هذا المشروع تكون قد فقدت سبب وجودها" واعتبر محدثنا أن التكتل أصبح واعيا بأن هذا المأزق الذي انزلقت فيه الحكومة "صار حبل مشنقة لمستقبله السياسي وهي الآن تريد أن تفك هذا الارتباط الفاشل مع النهضة، و لكن ليس مع الترويكا وبذلك يكون التكتل مع حزب المؤتمر قد فكا التزامهما مع النهضة والتكتل قام بهذه المناورة ليضغط على النهضة ويوسع القاعدة السياسية في البلاد" لأن الترويكا أصبحت في نظره لا تمثل القاعدة السياسية ولا المجلسية والحكومة أصابها خلل في توازنها وهي كحال من تعثر إما أن يجد توازنه وإما أن يسقط مثلما ذكر. وأضاف هميلة أن الأزمة القائمة الآن في الحكومة والمعارضة هو خوف من أزمة المستقبل وانعكاسها على الانتخابات القادمة لأن الأحزاب السياسية اليوم أمام هذه الأزمة السياسية ينطبق عليها قول العرب سابقا عندما تلوح الهزيمة في المعركة "انج عمر لقد هلك خالد" حسب رأيه من جهة أخرى فقد رفض رئيس كتلة النهضة بالمجلس الوطني التأسيسي الصحبي عتيق أن يعلق على مبدإ الانسحاب ما لم يتم اتخاذ القرار فيه معتبرا أن الحديث عن الانسحاب هو سابق لأوانه. وفي رد حول انسحاب التكتل الذي أبقى اجتماعاته مفتوحة قال عتيق إن الإمكانية ضعيفة جدا...