دعا السيناتور الجمهوري عن ولاية تينيسي بوب كوركر اليوم وزارة الخارجية إلى تغيير سياسيتها بطريقة تتجاوب مع الخطر الذي أصبح يشكله تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا. جاء ذلك في ختام جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ حول الهجوم الذي تعرضت له قنصلية الولاياتالمتحدة في مدنية بنغازي الليبية في الحادي عشر من سبتمبر، وأدى إلى مقتل السفير الأمريكي كريس ستيفنس، وثلاثة من زملائه، وأيضا ثمانية مواطنيين ليبيين. وأشارت الوزيرة كلينتون في هذه الجلسة إلى أنها بذلت كل ما في وسعها لتجنيب سفارات الولاياتالمتحدة في كل من مصر واليمن وتونس إلى كارثة مماثلة لكارثة قنصلية بلادها في بنغازي، وقالت إنها توسلت للرئيس التونسي ليرسل تعزيزات أمنية إلى السفارة الأمريكية في تونس، التي تعرضت بالفعل إلى عمليات تخريب وإلى المدرسة الأمريكية التي تعرضت للحرق، لتجينب ما وصفته بكارثة مماثلة لكارثة بنغازي. وتأتي هذه الجلسة قبل يوم من جلسة خاصة تعقدها نفس اللجنة لمساءلة السيناتور الديمقراطي جون كيري، والذي رشحه الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليخلف السيدة كلينتون. وكان جون كيري قد أكد في تصريحات قبل إعلان الرئيس أوباما إختياره للمنصب، أن الوضع في تونس يثير قلقه خاصة بعد تعرض السفارة الأمريكية إلى الهجوم في الرابع عشر من سبتمبر. هذا وكانت الخارجية الأمريكية قد استعدت السفير الأمريكي في تونس دافييد ولاس إلى واشنطن حيث عقد سلسلة اجتماعات مغلقة مع كبار المسؤولين، من بينهم ممثلين عن السيناتور كيري، ركزت على التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي شهدتها تونس منذ الثورة، وبشكل خاص منذ تولي الترويكا السلطة في البلاد على إثر الانتخابات. وتزامنت زيارة السفير والاس، مع إفراج السلطات التونسية على علي حرزي، التونسي المتهم الوحيد في عملية بنغازي، وأدت الخطوة التي قامت بها السلطات التونسية إلى طلب عضو مجلس النواب عن ولاية فرجينيا فرنك وولف من وزارة الخارجية وقف الدعم الذي تقدمه إلى تونس ويبلغ ثلاثمئة مليون سنويا. وقال المشرع الأمريكي في رسالة وجهها إلى الوزيرة كلينتون إنه يتعين على وزارتها وقف دعمها لتونس بعدما منعت السلطات التونسية فريقا تابعا لمكتب التحقيقات FBI من إجراء تحقيقاته مع المتهم حرزي، واشترطت أن يكون التحقيق بحضور حاكم تونسي، ووصف وولف تونس بأنها دولة غير صديقة وغير حليفة مع الولاياتالمتحدة، كما تعهد ببذل المزيد في الكنغرس من أجل إيقاف المساعدات إلى تونس. الجدير بالذكر أن واشنطن أصبحت تولي أهمية كبيرة للوضع في تونس بعدما اتضح أن أكبر عدد من المقاتلين الأجانب في سوريا هم من تونس، وأنه يوجد العديد من التونسيين في صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يتمركز عدد منهم في شمال مالي، وآخر في مناطق صحراوية على الحدود بين الجزائروتونس وليبيا. يذكر أن أحد عشر تونسيا شاركوا في عملية عين امناس جنوب شرق الجزائر، والتي أدت إلى مقتل سبعة وثلاثين أجنبيا وتسعة وعشرين مسلحا، وجزائريا واحدا الأسبوع الماضي، بسحب رئيس وزراء الجزائر عبد المالك سلال.