أكد القيادي في افاق تونس رياض المؤخر في تصريح ل"الجريدة" أن آفاق تونس قرّر الانسحاب من الحكومة الجديدة وعدم المشاركة فيها لعدم الاتفاق مع الرئيس المكلف الحبيب الصيد على الحقائب الوزارية التي اقترحها الحزب. وقد أعلن حزب آفاق تونس عن قراره مغادرة المشاورات حول تشكيل الحكومة بعد عدد من اللقاءات التي لم تستجب للحد الأدنى من التشاور و التفاعل، وأكد في بيان له أنه سجل وعبر عن رفضه التوجه نحو تشريك عدد كبير من المستقلين اعتبارا أن الظرف الراهن بعد انتخابات تشريعية و رئاسية أفرزت مشهدا سياسيا جديدا للفترة النيابية القادمة، يستوجب تحمل السياسيين المسؤولية و تنفيذ برامجهم الانتخابية كما فوضهم الشعب. كما عبرنا كتابيا و شفاهيا عن رؤيته الإصلاحية في شتى الميادين مع تشديدنا على الإصلاحات المستوجبة و المستعجلة و التي تتطلب إرادة سياسية و كفاءة و قدرة في التنفيذ و التسيير. و بالرغم من رفضه المبدئي الدخول في نقاش محاصصة حزبية و توزيع الحقائب لترضية الأطراف ، فقد حاول التعاطي بايجابية بناءة و لكن إتضح أن المقاييس المفروض اعتمادها لتشكيل الحكومة من تشبيب و برامج إصلاحية و كفاءات سياسية قادرة على التسيير و التنفيذ لم تتجاوز مستوى الشعارات. كما يعتبر حزب آفاق تونس ان الوزن السياسي الحقيقي للأحزاب لا يقوم فقط على حجم تمثيليتها البرلمانية. كما نعتبر أن المنهجية التى تم اعتمادها و طريقة تكوين الحكومة تمثلت في اللاحوار و النقاش المنفرد مع كل طرف بدون شفافية مما أدى الى عدم معرفتنا الى حد اليوم للمكونات السياسية للحكومة و عدم معرفة برنامجها ولا هيكلتها و لا المترشحين لتحمل الحقائب الوزارية ضمنها و خاصة منها ذات السيادة. ويعتقد أن عملية تشكيل أي حكومة تقتضي حوارا فعليا و حقيقيا بين مكوناتها السياسية يتحمل فيه رئيس الحكومة المكلف مهمة التأليف و التنسيق وإيجاد مناخ من الثقة المتبادلة لبعث رسالة طمأنة للشعب التونسي و هو ما لم يقع الى اليوم الى جانب استبعاد المسائل الجوهرية التي كان من المفروض ان تحتل الأولوية في التفاوض.