استبعد الباجي قائد السبسي في حوار أجرته معه صحيفة"الخبر"الجزائرية مسألة استنساخ المشهد الجزائري في التسعينات على خلفية اغتيال المناضل الشهيد شكري بلعيد، لأن ذلك ليس من تقاليد التونسيين، رغم تسجيل حادثة بعد الثورة و المتعلقة بالمرحوم لطفي نقض في تطاوين. و عبر عن خشيته من"انزلاق الوضع إذا لم تكن السلطات الأمنية حازمة في تعاملها مع العنف.'' و اعتبر من جهة أخرى خروج الآلاف لتشييع جنازة الفقيد شكري بلعيد هو بمثابة الاستفتاء لفائدة الدولة المدنية وضد الدولة الدينية، ولصالح استكمال الثورة. و حول اتهام النهضة باقتراف الجرم قال قائد السبسي إن ذلك كلام ''غير مسؤول"و ترك الأمر للقضاء التونسي ليقول كلمته. و في سياق آخر قال رئيس حركة نداء تونس أن القيادي شكري بلعيد كان" يسعى إلى التوافق والتقارب بين مجموعة الأحزاب المشكلة للجبهة الشعبية، بما فيها حزب العمال بقيادة حمة الهمامي، والاتحاد من أجل تونس المشكل من نداء تونس والحزب الجمهوري والمسار والحزب الاشتراكي والعمل الوطني الديمقراطي" أما بخصوص قرار الجبالي تشكيل حكومة كفاءات فقد افاد قائد السبسي ان هذه المبادرة جريئة وايجابية وتتجه نحو الطريق الصحيح الا انها جاءت متأخرة بعض الشئ مشيرا الى ان حزبه وشركاؤه لم يدلوا برأيهم بعد في انتظار اجتماع اليوم الاثنين لمعرفة برنامج الحكومة المزمع تشكيلها. واشار الى ان قرار الجبالي تشكيل حكومة تكنوقراط لا يعتبر مؤشرا على انقسام داخل حركة النهضة التي ستقرر في النهاية تأييد قرار الجبالي موضحا ان أي انقسام هو مؤشر سلبي جدا، ولا يساهم في تدارك الوضع الذي تعيشه تونس واصفا ذلك بالخطر على تونس ان وقع مؤكدا ان تونس لن تستفيد من وجود انقسام في الحزب الحاكم خاصة وان الظرف حساس للغاية ويحتاج من الجميع الهدوء والتعقل وعدم التسرّع، تونس بحاجة إلى التوحد وليس إلى انقسامات. من جهة اخرى افاد رئيس حركة نداء تونس ان تكرار سيناريو الجزائر في التسعينات لا يمكن ان يتكرر حتى مع بروز التيارات الدينية التي تستعمل العنف لان مجتمعها كان دائما وسطيا معتدلا طيلة قرون. واشار الى ان تونس لا يمكن لها تسيير شؤونها إلا في إطار التوافق الواسع، حيث تأخذ كل الأطراف موقعها في المشهد السياسي مؤكدا ان الحركة تنادي دائما بالحوار في حين ان التيار الموجود في الحكومة لا يريد الاستماع إلى ما دعا إليه نداء تونس. وبين ان اغتيال القيادي شكري بلعيد يمكن ان يغير مواقف النهضة موضحا في الآن ذاته انه لا يمكن التفكير في الانتخابات والدستور لم يتم الانتهاء منه ولم يصادق عليه ، ولا يمكن التفكير في الانتخابات ولم تتم المصادقة على القانون الانتخابي بعد، ودون أن يتم تشكيل الهيئة المستقلة. و اعتبر قائد السبسي أن المجلس الوطني التأسيسي فشل في مهمّته،و أنه خرج عن دوره الأساسي في صياغة الدستور، إلى دور تشريعي لقوانين،و هو ما أضاع كثيرا من الوقت وجرّه إلى تجاذبات هامشية على حد تعبيره،مضيفا إلى ذلك فشل الحكومة باعتراف رئيسها حمادي الجبالي ، و اقترح في هذا السياق وضع أجندة زمنية محدّدة للانتهاء من كتابة الدستور خلال شهرين أو ثلاثة، أو أن يحل المجلس نفسه ويتم البحث عن آلية أخرى لصياغة الدستور. و أكد أن تونس دولة مستقلة في قرارها متفتحة على العالم و أنها لا تقبل استعمار أي دولة لا قطر ولا غيرها. و نفى قائد السبسي وجود أي اتصال بينه وبين الغنوشي مضيفا قوله" نحن صدرت في حقنا فتوى بالإقصاء السياسي، والغنوشي يتهمنا بشكل غير مباشر بالوقوف وراء مشاكل تونس والانفلات الأمني الحاصل'' كما نفى قائد السبسي ان يكون للجيش الوطني دور سياسي في حال ما تدهورت الاوضاع مؤكدا ان الجيش التونسي جيش جمهوري، وأثبت عبر التاريخ أنه ملازم لدوره كما حدّده له الدستور، وهو لا يعتقد أن تدخله في الشأن السياسي وارد بالمرة، ولا أحد يمكن أن يفكر فيه.