أفاد حمة الهمامي وجود أزمة داخل حركة النهضة وفي الترويكا مبينا أن مرد الأزمة مرتبط بفشل الحكومة في حل مشاكل البلاد، "والمعروف أنه حين تحدث أزمة بهذا الحجم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني، فمن البديهي أن تنتقل إلى صفوف الأطراف الحاكمة، نحن لا نعتبر أن استقرار الأوضاع في تونس مرتبط بالوضع داخل حركة النهضة أو داخل الترويكا، مستقبلنا مرتبط بمدى قدرتنا على النقاش باتجاه مؤتمر إنقاذ أو حوار وطني، وصياغة خطة لاستكمال المرحلة الانتقالية، ولهذا دعونا إلى مؤتمر إنقاذ وطني تنبثق عنه حكومة إنقاذ ." وأكد حمة الهمامي في حوار لجريدة "الخبرالجزائرية " أن حمادي الجبالي ، اتصل به للتعزية في مقتل شكري بلعيد، وأنه التزم بالعمل على كشف الحقيقة، كما اتصلت به قيادات أخرى في حركة النهضة حيث سجنوا معا في عهد الحزب السابق كما جمعتهم هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات، و كانوا شركاء في السجون. وأضاف أنه يريد أن يكونوا شركاء في الديمقراطية، فقد اتصلوا به للتعزية وللتعبير عن سخطهم إزاء هذه الجريمة، راجيا أن يتم كشف الحقيقة، وترجمة هذا السخط إلى مواقف سياسية تتضمن كشف الحقيقة، وحل رابطات الثورة، "وهي عامل عنف في تونس، وتحييد المساجد وتجريم التكفير، لأن من يكفّر فهو يدعو ضمنيا إلى العنف، ثم إلغاء التعيينات التي تمت على أسس حزبية والولاءات من حركة النهضة في وزارة الداخلية، وإلغاء الميليشيات التي ظهرت في الأحياء بالعصي بدعوى أنها تحمي الأحياء". كما أكد حمة الهمامي أن الجبهة الشعبية على استعداد للجلوس مع راشد الغنوشي عندما تقتضي الظروف ذلك، وعندما يتعلق الأمر بمصلحة تونس، مفيدا أنه عبر عن هذا الاستعداد منذ مؤتمر الحوار الوطني الذي نظمه الاتحاد التونسي للشغل في 16 أكتوبر الماضي. أما بخصوص اتهام حركة النهضة بتورطها في اغتيال القيادي شكري بلعيد فقد وضح الهمامي أن أكثر من طرف وجه التهمة إلى حركة النهضة بالأساس وإلى السلطة الانتقالية، لتحميلها المسؤولية السياسية وليس المسؤولية الجنائية، مشددا على أن،" لا أحد اتهم النهضة بأنها هي التي خططت ونفذت الاغتيال، لكن غالبية الآراء حملت النهضة المسؤولية بالنظر إلى أنها وفرت المناخ لهذا الاغتيال أو شجعت عليه، لأن الترويكا والنهضة بشكل خاص تعاملت بشكل خاص وتسامحت بما يلامس التواطؤ مع الجماعات السلفية ورابطات حماية الثورة، وتسامحت مع عدد من أئمة المساجد الذين دعوا علنا إلى قتل شكري بلعيد." وأضاف أن كل الأطراف التي تريد تعطيل تحقيق أهداف الثورة والانتقال الديمقراطي، هي القوى التي تستفيد من هذه الجريمة، و "التي تريد بث وزرع الفتنة في صفوف الشعب التونسي حتى لا يركز انتباهه على القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المرتبطة بثورة شعب تونس". مبينا أنه عندما يتوفر مناخ للعنف فيمكن أن يوجد أكثر من طرف له مصلحة في الاغتيال، لكن "لا نستطيع أن نتهم طرفا محددا"، مؤكدا أن المهم هو وضع حد لمناخ العنف، والحد من التشنج الذي يشجع على مثل هذه الجرائم. أما بخصوص إمكانية أن تعيش تونس ما عاشته الشقيقة الجزائر في فترة التسعينات من أحداث اغتيال أكد حمة الهمامي أن هذه التخوفات موجودة عندما يتواجد مناخ عنف، "وإذا لم يتم التصدي له فيمكن أن يتطور إلى أوضاع في غاية من الخطورة،" في حين أفاد أنه يشعر بالاطمئنان لان جنازة شكري بلعيد بينت أن كل القوى الشعبية متحدة ضد العنف، كما بين أن غالبية القوى السياسية مستعدة لمواجهته "وهذا الشعب ثار من أجل أهداف سياسية واجتماعية محددة، وسيبقى متحفزا للدفاع عن هذه الأهداف".