تعرف منطقة الحوض المنجمي منذ ما يزيد عن الشهر احتجاجات واضرابات متتالية وخاصة في شركة فسفاط قفصة والشركات التي تتبعه حيث أغلقت معظم مواقع الانتاج فيما تعطلت عمليّات استخراج الفسفاط الخامّ وإنتاج الفسفاط التّجاري كليا. كما شلّت هذه الاعتصامات قطاع إنتاج الاسمدة الكيميائيّة بالمظّيلة الموجّهة للتّصدير حيث توقّف معمل المظّيلة لإنتاج الفسفاط الرّفيع عن النّشاط منذ نهاية الاسبوع الماضي بعد نفاذ مخزونه من مادّتي الفسفاط المبلّل والجافّ. وحسب علي هويشاوي المكلف بالاعلام في شركة فسفاط قفصة فقد تم تعليق جميع المعاملات المالية في شركة فسفاط قفصة كما تم ايقاف العمل في ادارة الشركة في تونس وفي جميع الفروع. كما تم أمس غلق مقر ادارة شركة فسفاط قفصة اقليم الرديف حيث تم ايقاف كل الخدمات بالمقر من منظومة استرجاع المصاريف وايقاف احتساب أيام العمال. ولم تحقّق شركة فسفاط قفصة منذ بداية العام الجاري سوى إنتاج قدره 650 الف طنّ مقابل مليوني طنّ كانت الشّركة تنوي إنتاجها في نفس الفترة وهو ما يجعل الشّركة في وضع صعب جدا يقرب للافلاس. وتعاني شركة فسفاط قفصة، وهي المشغّل الرّئيس بالجهة، من تدهور في حجم إنتاج الفسفاط التّجاري منذ 2011 ، إذ لم يتجاوز حجم إنتاجها في السّنوات الأربع الأخيرة 11 مليون طنّ مقابل 8،2 مليون طنّ أنتجتها في سنة واحدة وهي سنة 2010. وتراجعت مكانة هذه المؤسسة الوطنية، فبعد أن كانت وإلى حدود سنة 2010 تحتلّ المرتبة الخامسة من بين منتجي الفسفاط على الصّعيد العالمي، أصبحت الآن في المرتبة التاسعة. وفي مقابل تراجع انتاج تونس من الفوسفات منذ الثورة فإن المغرب شهدت طفرة خيالية في انتاج الفوسفات لتتحوز على قرابة 75 بالمائة من الاحتياطي العالمي من هذه المادة وتحتل المراتب الأولى في الانتاج. فقد اصدر الديوان الشريفي للفوسفات، وهو المؤسسة التي تهتم بانتاج الفوسفات ونقله وتتبع مباشرة القصر الملكي وذلك لأهميتها القصوى، مؤخرا نتائجها للثلاثية الرابعة لسنة 2014 مسجلة نسبة ارتفاع ب6 بالمائة حيث مر رقم المعاملات من 4.6 مليار دولار سنة 2013 نحو 4.9 مليار دولار سنة 2014. ومن المنتظر أن يشرع الديوان الشريفي للفوسفاط في استغلال أربعة مناجم جديدة بحلول سنة 2017. ويتمثل هدف هذه العملية في رفع القدرات الإنتاجية للمجموعة من 30 إلى 50 مليون طن سنويا. إذ سيسمح تشييد أربعة مصانع جديدة بالقطب الصناعي الجرف الأصفر بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون طن للمغرب من مضاعفة إنتاجه من الفوسفاط ثلاث مرات، حيث ينتظر أن يصل هذا الإنتاج إلى 9 ملايين طن في أفق 2020. وتسعى المغرب للتحول إلى المزود الرئيسي لكل الدول الافريقية بالفوسفات الذي يستغل في تنمية التربية الفلاحية ويعمل في الوقت الراهن بتنسيق مباشر مع المنتجين والموزعين المحليين من أجل استباق الحاجيات الإفريقية من هذه المادة الحيوية. وقد استفاد الديوان الشريفي للفوسفات منذ سنة 2011 من تراجع انتاج الفوسفات التونسي الذي يعرف بجودته ليتمكن من الهيمنة على حرفاء تونس الأساسيين وخاصة في اوروبا وهو ما يطلق صفارة انذار خاصة مع وصول شركة قفصة إلى أعقاب الافلاس.