صرح المدير الجهوي للشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية بمنطقة الجنوب الغربي الوردي المنصري اليوم الاثنين لمراسلة (وات) أن الناقلة الوطنية الحديدية تتكبّد يوميا خسائر لا تقلّ عن 200 الف دينار جرّاء تعطّل عمليات نقل الفسفاط والاسمدة الكيميائية من جهة قفصة نحو معامل التحويل أو الموانىء قصد التصدير. وحسب نفس المصدر فإنّه منذ 18 أفريل الماضي لم يتمّ شحن أي قطار بالفسفاط التجاري من وحدات الانتاج التابعة لشركة فسفاط قفصة نحو معامل تحويل الفسفاط إلى أسمدة كيميائية الواقعة بغنوش وصفاقس والصخيرة والمظيلة. كما لم يتمّ شحن أي قطار بواسطة ثلاثي الفسفاط الرفيع من معمل المظيلة في اتجاه ميناء قابس بغرض التصدير. وتجتاح مدن إنتاج الفسفاط بولاية قفصة وهي المظيلة والمتلوي وأم العرائس والرديف منذ أكثر من شهر موجات عارمة من الاحتجاجات لطالبي الشغل الذين ينفّذ مئات منهم اعتصامات بمواقع استخراج الفسفاط وإنتاجه وبنقاط تزويد مغاسل شركة فسفاط قفصة بالمياه الصناعية وأيضا بمحطات النقل الحديدي وبمسالك نقله بواسطة الشاحنات. وأدّت هذه الاعتصامات إلى شلل تام في قطاع الفسفاط بمدن إنتاجه حيث تتعطّل كليا منذ ثلاثة أسابيع عمليات استخراج الفسفاط الخام وإنتاج الفسفاط التجاري الجافّ منه والمبلّل. كما شلّت هذه الاعتصامات قطاع إنتاج الاسمدة الكيميائية بالمظيلة الموجّهة للتصدير حيث توقّف معمل المظيلة لانتاج ثلاثي الفسفاط الرّفيع عن النشاط منذ نهاية الاسبوع الماضي بعد نفاذ مخزونه من مادّتي الفسفاط المبلّل والجاف. وأصاب الشلل نتيجة هذه الاحتجاجات قطاع نقل الفسفاط والاسمدة الكيميائية إذ يمثّل نقل هاتين المادتين نسبة تقارب 90 بالمائة من حجم نشاط الشركة الوطنية للسك الحديدية التونسية "الشيمينو" بمنطقة الجنوب الغربي. ولم تحقّق شركة فسفاط قفصة منذ بداية العام الجاري سوى إنتاج قدره 650 الف طن مقابل مليوني طنّ كانت الشركة تروم إنتاجها في نفس الفترة وهو ما يجعل الشركة "في وضع صعب جدّا" على حدّ قول المدير العام المساعد لهذه الشركة. وتعاني شركة فسفاط قفصة،وهي المشغّل الرئيسي لعقود طويلة بالجهة منذ بداية 2011 من تدهور في حجم إنتاج الفسفاط التجاري إذ لم يتجاوز حجم إنتاجها في السنوات الاربع الاخيرة 11 مليون طن مقابل 8 فاصل 2 مليون طنّ أنتجتها في سنة واحدة وهي سنة 2010 . وتراجعت مكانة هذه المؤسسة الوطنية المختصة في إنتاج الفسفاط فبعد أن كانت والى حدود سنة 2010 تحتلّ المرتبة الخامسة من بين منتجي الفسفاط على الصعيد العالمي حيث أصبحت الان في المرتبة التاسعة حسب ما ذكر رئيسها المدير العام لمراسلة (وات). ونبّه من ناحيته مسؤول دائرة الاتصال بهذه المؤسسة على الهوشاتي إلى ما اعتبره " كارثة اجتماعية" تنتظر الجهة في حال تواصلت الاوضاع على ما هي عليه وانهار قطاعا الفسفاط والاسمدة، لافتا في اتصال هاتفي مع مراسلة (وات) إلى آلاف موارد الرزق التي باتت مهدّدة عل حدّ قوله جرّاء "الوضع الصعب " الذي تمرّ به شركة فسفاط قفصة.