أكّدت رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية و أستاذة علم الاجتماع بدرة قعلول ل"الجريدة" أنّ العملية التي جدّت اليوم بثكنة بو شوشة تطرح العديد من التساؤلات وتحوم حولها العديد من الشبهات. وأوضحت أنّها كانت متواجدة على عين المكان و قريبا من الثكنة وقد لاحظت أنّ عمليات التفتيش التي قامت بها الوحدات الأمنية للمكان تثير العديد من التساؤلات.
كما تعمّقت الشكوك حينما لاحظت أنّ مروحية عسكرية استمرّت لمدّة طويلة ومحلقة على مستوى منخفض لتمشيط منطقة الحادث وحتى حدود ولاية منوبة. هذا وأشارت قعلول أنّه لا يمكن الحسم في أنّ الحادثة تحمل لمسات ارهابية مادامت وزارة الدفاع متمثلة في متحدثها الرسمي بلحسن الوسلاتي قد أعلنت أنّ الحادثة الى حدود الساعة تنحصر في حادثة منفردة الى حين استكمال الأبحاث. وأضافت بأنّ "العملية في ظاهرها منفردة لكن يبقى السؤال حول امكانية انتماء الجندي الذي قام بالعملية الى جهة متطرفة قائما ". وأكّدت أنّه في حال ثبوت ارتباط الجندي بجهة متطرفة فالعملية ستعدّ من أخطر العمليات الإرهابية في تونس بحكم حدوثها في "عقر دار" القوات المسلّحة وهو ما من شانه أن يتسبّب في اهتزاز صورة الجيش التونسي. ولعلّ حادثة بوشوشة اليوم تطرح من جديد فرضية اختراق الجيش التونسي ولكن تبقى جميع التكهنات قائمة وذلك الى حدود استكمال تحقيقات وزارة الدفاع الوطني.
يذكر أنّ المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني المقدم بلحسن الوسلاتي قد صرّح في ندوة صحفية أن رقيبا أولا بالجيش الوطني قد قام بإطلاق النار على زملائه صباح اليوم الاثنين. وأضاف الوسلاتي أن الحادثة أسفرت عن مقتل 7 جنود بالإضافة لمنفذ العملية وإصابة 10 آخرين إصابة أحدهم خطيرة. وأكد الوسلاتي أن العسكري الذي نفذ العملية يعاني من مشاكل عائلية واضطرابات نفسية وتم نقله مؤخرا إلى ثكنة بوشوشة باعتبارها "وحدة غير حساسة" وإعفائه من حمل السلاح. واعتبر أن العملية "منعزلة" وتبقى الدوافع الحقيقية وراءها من مشمولات الأبحاث.