قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن نظام الرئيس السوري بشار الاسد "سيسقط لا محالة"، لكنه أكد عدم وجود حل سهل للأزمة السورية التي اعتبرها أكثر تعقيدا مما كان عليه الأمر في ليبيا، وفي المقابل قال الأسد إن الشعب السوري أفشل المخططات الخارجية في السابق "بإرادته ووعيه". وأضاف أوباما، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض أمس الثلاثاء، أن القول بأن على الولاياتالمتحدة القيامَ بعمل عسكري أحادي ضد سوريا يعتبر خطأً، وقال "المسألة ليست هل يسقط بشار الأسد بل متى سيحدث ذلك؛ لأنه فقد شرعيته في عين شعبه وما يقوم به من سلوكيات تجاه شعبه لا يمكن أن يعذر أو أن يقبل فالمجتمع قال ذلك بشيء من الوحدة في الموقف، لكن من جهة أخرى من يعتقد أن هناك حلولا بسيطة أو أننا سنقوم نحن بعمل عسكري من جانب واحد كما يوحي به البعض في كلامه فهو مخطئ". وأوضح أن العنف ضد المدنيين في سوريا "يمزق القلب ويستثير السخط"، مضيفا أن الولاياتالمتحدة تتعاون بشكل وثيق مع الدول العربية للتخطيط لحماية المدنيين في سوريا والاستمرار في عزل الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرا أن ذلك هو الطريق الصحيح لإسقاط الأسد. وتأتي تصريحات أوباما وسط حراك دبلوماسي غربي وعربي وصيني وروسي، حيث قالت موسكو إنها لن تغير موقفها من الملف السوري. وعقد أعضاء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن اجتماعا لبحث مشروع قرار جديد طرحته الولاياتالمتحدة بشأن سوريا، اعتبرت موسكو أنه لا يختلف كثيرا عن سابقه الذي أسقطته بالفيتو مع الصين، وليس من المتوقع التصويت عليه حاليا. من ناحية ثانية، قال مسؤول فرنسي إن حكومات الاتحاد الأوربي تنظر في طرد السفراء السوريين من بلدانها، ردًّا على قمع النظام السوري للمظاهرات. ومن المقرر أن يناقش سفراء الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، مسألة بقاء سفارات الدول الأعضاء في الاتحاد مفتوحة بسوريا. وقالت متحدثة باسم الممثلة العليا لشؤون السياسة الخارجية كاثرين أشتون للصحفيين في بروكسل حيث سيعقد الاجتماع إن "اللجنة السياسية والأمنية ستناقش قضية الوجود الدبلوماسي في سوريا في وقت لاحق". وقرر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في وقت سابق إنهاء الوجود الدبلوماسي لبلاده في سوريا وإغلاق السفارة الفرنسية في دمشق, كما أعلنت إسبانيا تعليق نشاطها الدبلوماسي واستدعاء سفيرها من دمشق، احتجاجا على أعمال القتل التي يمارسها النظام السوري ضد المتظاهرين. في المقابل، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الشعب السوري "أفشل المخططات الخارجية في السابق بإرادته ووعيه" وشدد على أن قوة أي دولة هي في الدعم الشعبي الذي تتمتع به. وأشار الأسد، خلال لقائه ألا الكسندروفسكا رئيسة لجنة الصداقة الأوكرانية السورية في البرلمان الأوكراني، إلى أن الشعب أثبت قدرته مجددًا على حماية وطنه وبناء ما سماه "سوريا المتجددة" من خلال تصميمه على متابعة الإصلاحات بالتوازي مع مواجهة ما وصفه بالإرهاب المدعوم من الخارج.