انتهى البرنامج التلفزيوني الشهير "في الصميم" الذي تبثه قناة "روتانا خليجية" بالمذيع والضيف معاً إلى السجن في السعودية، بعد أن أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز شخصياً أوامره بوقف بث البرنامج بصورة نهائية، في حالة نادرة جداً، وربما غير مسبوقة في السعودية. وقناة "روتانا خليجية" مملوكة للأمير الوليد بن طلال، أحد أبرز رموز العائلة الحاكمة في السعودية، وأثرى أثرياء العرب على الإطلاق، أما البرنامج فيقدمه الإعلامي السعودي عبد الله المديفر ويستضيف فيه العديد من الشخصيات الجدلية التي كان آخرها الشيخ محسن العواجي المعروف بأنه من دعاة الاصلاح في المملكة وأحد المؤثرين في الرأي العام في السعودية. وقالت مواقع الكترونية سعودية إن توقيف العواجي والمذيع وإلغاء البرنامج جاء بسبب تصريحات العواجي التي تم اعتبارها إساءة للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز. وقال العواجي خلال البرنامج:"عصر المجاملات انتهى، الناس سبعون سنة نجامل، نقول البلاء من البطانة، وطويل العمر لم يقصر"، مضيفاً:"طويل العمر الآن مسؤول عن كل صغيرة وكبيرة في الدولة، كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الذين جاملوا الملك عبد الله في وقته، الآن هو وحيد في قبره يواجه كل هذه القضايا". وأثار القرار السعودي المفاجئ بوقف بث البرنامج وإحالة الرجلين إلى هيئة التحقيق والادعاء تمهيداً لمحاكمتهما، جدلاً واسعاً في المملكة، وتسبب في حالة من الغضب الشديد في أوساط مؤيدي الشيخ العواجي، فضلاً عن أن قضية العواجي والمديفر شغلت النشطاء السعوديين على شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة المغردين على تويتر الذين أمضوا يومين في الجدالات الساخنة بشأن تصريحات العواجي، وبشأن إحالته إلى القضاء لعقابه. واعتبر كثيرون أن ما قاله العواجي لا يحمل أي إساءة لا للملك الراحل ولا للحالي وإنما يندرج في إطار التناصح، حيث أن النقد كان لظاهرة المجاملة، فيما قال آخرون إن الذي غضب من تصريحات العواجي هم "البطانة السيئة التي تحدث عنها الرجل وحذر الملك منها".