أفادت "الشروق الجزائرية" أن مصادر رسمية ليبية كشفت عن مخطّط فرنسي جديد في المنطقة بدأ تحركاته من داخل ليبيا، وبالتحديد الجنوب الليبي، مع دولة خليجية، حيث بدأت الدولة الخليجية المعنية بعقد اجتماعات سرية لمجموعة من قادة الجنوب الليبي من ضباط الجيش والشرطة ورجال القبائل، والهدف هو السيطرة على الجنوب الليبي. وتحدث الصحيفة نقلا عن ذات المصدر، عن وفود وشخصيات مشاركة في الاجتماعات السرية التي تُعقد داخل ليبيا، وحضور وفد من الأزواد ووفد من التشاد، وكان حضور الأزواد والتبو في الاجتماع حجته الحرب المشتعلة والدائرة بين التبو والتوارق في الجنوب الليبي، ولكن الحقيقة، يضيف مصدرنا، هي من أجل تزويد الجنوب بمحاربين يتبعون أجندتهم. وما يهدد أمن الجزائر السيطرة على الجنوب، خاصة أن من وراء البرنامج الاستخبارات الفرنسية، لكون هذه الأخيرة تسعى إلى السيطرة والاستحواذ على الجنوب الليبي عن طريق أجندة غربية تعمل على تطبيقها عن طريق أيادعربية وعملاء، وهنا برز دور هذه الدولة الخليجية التي جندت ضباطاً كباراً من التوارق وضباطاً ومشايخ من التبو إلى جانب بعض القبائل الفاعلة في ليبيا مثل القذاذفة والمقارحة وأولاد سليمان وورفلة... وبخصوص منسق الاجتماعات التي تجري داخل ليبيا فقد استعانت الدولة الخليجية بشخص من التبو يُدعى بركة، إلى جانب مجموعة من القبائل تحت إشراف حكماء فزان، وهي صفة وهمية لشخص مقرحياسمه أبو حليقة. أما التوارق، فيمثلهم شخص اسمه عيسى دودو، يعتبر أحد رجال أحمد قذاف الدم سابقا، والشعار الظاهر لهذا الأخير هو توحيد الجنوب الليبي كونه الحل للمشكلة الليبية، أما الحقيقة فهي مشروع فرنسي للاستحواذ على الجنوب والعودة إلى مستعمرات الماضي وتقسيم ليبيا إلى دولة للتوارق تبدأ من غدامس إلى غات، مرورا بسبها وأوباري وإليزي بجنوب الجزائر إلىشمال ماليوالنيجر، ودولة التبو من منطقة غدوة شرق سبها إلى الكفرة وحدود السودان وشمال شرق النيجروشمال التشاد، وأشار ذات المصدر إلى أن "الدولة" الأولى، أي الخاصة بالتوارق، تقرّر أن تكون عاصمتها منطقةأوباري، أما الثانية، أي "دولة" التبّو، فعاصمتها مرزق، كما يقوم البرنامج على تغليب العنصر الإفريقي في شمال إفريقيا على حساب العرب. كما كان هناك اجتماع مماثل في السابق في الجزائر بعد أن كانت فرنسا قداقترحت الموضوع وهذا بين مجموعة من أعيان الجنوب الليبي وبعض القادة العسكريين الليبيين من الجنوب،وقامت حينها الجزائر بترتيب اجتماع الأعيان مع علي زيدان، رئيس الوزراء السابق، ولكن الاجتماع فشل لأن الأعيان ينظرون إلى زيدان على أنه من إفرازات ثورة فبراير 2011، ولا يمكن أن يكون الحل معه في ظل وفاءالبعض منهم المطلق والدائم للعقيد الراحل معمر القذافي، و أن هدف الجزائر كان لمّ الشمل وليس دعم المخطط الجديد الذي تسعى إليه فرنسا عن طريق يد الدولة الخليجية. وأضافت الصحيفة أن المشرفين الرسميين على هذه الاجتماعات، يعتبر أهمهم وعراب البرنامج الرسمي أمير خليجي، ولهم ممثلٌ رسمي في تونس ومصر، وهي المكاتب، تشرف على إيصال الأموال وتنسيق العلاقات داخل ليبيا، كما يُعتبر هؤلاء اليوم المسيطرين على قاعدة "الواو" في الجنوب الليبي وهي القاعدة التي تجهّز فيها فرنسا لتكون قاعدة للقوات الفرنسية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل وهي التي تبعد عن مدينة سبها ب400 كلم وعن الحدود الجزائرية ب400 كلم وعن مالي ب350 كلم وعن النيجر ب300 كلم وعن التشاد ب300 كلم، خاصة أنها قاعدة في عمق الصحراء الليبي يتم حاليا استغلالها لتنزيل مختلف أنواع الأسلحة وتجهيز المقاتلين.