موجة استقالات وتجميد للعضوية جديدة تعصف بحركة نداء تونس اليوم الاربعاء 13 جانفي 2016، بعد انعقاد مؤتمر سوسة الذي وصف ب" التوافقي" يومي 9 و10 جانفي، ليتبين فيما بعد أنه أدى الى عكس ذلك. فغداة هذا المؤتمر الأول للحزب الحاكم في البلاد ، بعد انتخابات تشريعية ورئاسية في اكتوبر ونوفمبر 2014 اعتلى خلالها الباجي قايد السبسي كرسي الرئاسة وحظي الحزب بالمرتبة الأولى في مجلس نواب الشعب، تفاقم التصدع في الحركة وزادت الانقسامات بسبب ما اعتبره البعض انقلابا واستيلاء على المناصب، حيث أعلن اليوم كل من سعيد العايدي وليلي الشتاوي وابراهيم ناصف تجميد عضوياتهم في الحزب كما أعلن محمود بن رمضان استقالته من جميع هياكل الحزب واعلنت وفاء مخلوف الانسحاب من النداء كما اعلن كل من زهرة ادريس ومحمد فوزي معاوية انسحابهما من الهيئة السياسية التي انبثقت عن هذا المؤتمر الى جانب التلويح بالاستقالة من قبل عدد اخر من القيادات على غرار ناجي جلول.. فمؤتمر سوسة الذي جاء تحت شعار" الوفاء" لم يكن، حسب البعض، وفيا لتعهداته لمناضلي نداء تونس كما لم يكن ائتلافيا وتوافقيا كما كان يفترض أن يكون. ذلك ان المؤتمر المذكور والذي سجل مقاطعة من قبل عدد من القيادات المؤسسة للحزب على غرار نور الدين بن تيشة الطيب البكوش، غادره عدد اخر من اطارات الحزب على غرار فاضل بن عمران ووفاء مخلوف و سعيد العايدي وبشرى بالحاج حميدة التي اعلنت بدورها استقالتها من الحزب ، هذا بالإضافة الى حالة الاحتقان التي سجلت في صفوف ممثلي التنسيقيات الجهوية للنداء بعد تلاوة لوائح المؤتمر ومشروع النظام الداخلي للحزب الذين اعتبروا أن هذه اللوائح لا تمثل الجهات بصفة كافية مشددين على ضرورة تشريكهم في مناقشتها فصلا فصلا. فمؤتمر سوسة الذي جاء تحت وصاية لجنة 13 برئاسة يوسف الشاهد، الذي نال وزارة الشؤون المحلية بعد فصلها عن وزارة الداخلية، يعتبره البعض على غرار القيادي المستقيل من النداء لزهر العكرمي، مؤتمرا تدميريا اتى على ما بقي من النداء. ذلك أنه كان من المفترض، كما هو منصوص في خارطة الطريق للجنة يوسف الشاهد، يهدف للتوافق ولرأب الصدع في الحزب وانقاذ ما يمكن انقاذه ومحاولة لجمع الأطراف الأخرى التي انسحبت بسبب الخلاف الذي تعمق بين محسن مرزوق وحافظ قايد السبسي وكان حضور رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي مؤسس النداء بمثابة اعطاء هذا المؤتمر الشرعية اللازمة أمام الرأي العام الوطني والدولي الذي عبر طيلة الأسابيع السابقة عن توجسه وتشكيكه في جدواه مسترابا من نتائجه، فانقلب السحر على الساحر، حيث تحدث العديد من المشاركين في مؤتمر سوسة عن انقلاب في هذا المؤتمر وعادة نغمة التوريث للواجهة خاصة بعد اعطاء كل الصلاحيات الى المدير التنفيذي داخل النظام الداخلي الجديد وتمكين ابن الرئيس من الخطة واضافة التمثيل القانوني للحزب فبان زيف التوافق وأصبح الجميع يلاحظ أن بوادر التدمير داخل الحزب أكبر من رغبات التأسيس.