كان لافتا في المقابلة التي أجراها الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأربعاء مع التلفزيون الرسمي السوري إشارته إلى الأردن وإمكانية امتداد الحرب القائمة في سوريا إليه، في تهديد مباشر للسلطات الأردنية من استمرار دعمها للمعارضة السورية وسرعان ما ردت السلطات الأردنية صباح اليوم الخميس على خطاب الأسد بتأكيدها على موقف الأردن "الثابت" الرافض لأي تدخل عسكري في سوريا والمؤيد لحل سياسي للأزمة سياق حديث الرئيس الأسد والرد الأرٍدني السريع ميزه الإعلان الأمريكي أمس على مضي واشنطن في تعزيز وجودها العسكري في المملكة الأردنية "لتدريب الجيش الأردني وتأمين المنشآت الكيميائية السورية" من أي خطر قد تفرضه أيام الحرب الدائرة هناك مفارقة أردنية؟ وقال الأسد في المقابلة التي بثها التلفزيون الرسمي السوري إن المسؤولين في الأردن يحملون في تعاطيهم مع تطورات الوضع في سوريا مفارقة كبرى هي أنهم من جهة ينفون أي تدخل للأردن في القتال الدائر في سوريا ومن جهة أخرى يتجاهلون ما يعبر الحدود الأردنية السورية من مقاتلين وعتاد يعزز صفوف المعارضة كما تحدث عن معطيات إعلامية وأمنية ودبلوماسية تفيد جميعها بتورط المملكة الهاشمية في إرسال المقاتلين إلى سوريا عبر الحدود وبالدور الذي لعبته عمان في تطور الأحداث في درعا وسارعت عمان بعد ساعات من حديث الأسد والإعلان العسكري الأمريكي بنشر 200 جندي على أراضيها إلى طمأنة دمشق والتأكيد على "موقفها الثابت" الداعم للحل السياسي في سوريا والرافض لأي تدخل عسكري أما الحريق الذي يقصده الأسد فهو أن "الإمارة الإسلامية" في سوريا في حال قامت على أنقاض النظام السوري الحالي، ستكون إعلانا رسميا لبداية انهيار المملكة الأردنية. سيناريو له حظوظ في التحقق على مستويين: سياسي من خلال استقواء تيار الإخوان المسلمين بتغير الوضع في سوريا أو عسكري من خلال المجموعات المسلحة الجهادية التي تقاتل في سوريا والتي ستلتفت يوما ما إلى الأردن.