كغيرها من النقاط الخلافية يبدو أن موضوع الحكومة الانتقالية في سوريا سيكون بمثابة القنبلة الملغومة التي ستشعل نيران الشقاق والتشرذم صلب جسد المعارضة السورية فيما نشرت بريطانيا قواتها الخاصة على الحدود السورية الأردنية تحسبا للتدخل العسكري. وأوردت مصادر جد مطلعة عن الحراك السياسي داخل المعارضة أن خلافات حادة اشتعلت مؤخرا بين قوى المعارضة حول تشكيل الحكومة الانتقالية المؤقتة، مشيرة إلى أن هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي ترفض فكرة تشكيل الحكومة جملة وتفصيلا، معتبرة أنها فكرة سابقة لأوانها، وغير مجدية في ظل الصراع الداخلي.
مقترح فرنسي
وأوضح حسن عبد العظيم مسؤول الهيئة في تصريحات لصحيفة «عكاظ» أن فكرة تشكيل الحكومة بحد ذاتها، تعمق الانقسام بين صفوف المعارضة، خصوصا وأنها مقترح فرنسي، متمسكا بخيار الحوار مع النظام.
واتهم المجلس الوطني السوري بأنه لعبة بيد القوى الغربية، ولا يملك قراره، إلا أنه أفصح عن إمكانية حضوره لمؤتمر المعارضة السورية في العاصمة القطرية الدوحة. بدوره, رفض رئيس المكتب السياسي في المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون الكشف عن أي اسم مطروح لرئاسة حكومة انتقالية، أو عن الشخصيات المكونة للجنة الحكماء المكلفة بتشكيلها، مؤكدا أن الحديث عن أي اسم مجرد تهكنات لا أساس لها من الصحة.
واشار الى التأثير السلبي على المعارضة، في حال الكشف عن أسماء الشخصيات المفترضة في المعارضة، مبديا تخوفه من أن ذلك، يجعل من الحكومة محل نزاع لا وحدة بين أطيافها.
بيد أنه أكد أن تشكيل الحكومة لن يكون إلا قرارا سوريا، ولا دخل لأي دولة فيه، حتى فرنسا. وحول إعادة هيكلة المجلس، أفاد غليون أن المجلس في صدد إجراء إصلاحات جذرية، في المكتب التنفيذي، لافتا إلى أن هذه الإصلاحات هي الأولى من نوعها , حسب زعمه.
الأنقليز وصلوا
ميدانيا , كشفت صحيفة «تايمز» اللندنية عن إرسال قوات بريطانية الى الاردن تحسباً «لفقدان النظام السوري السيطرة على أسلحة الدمار الشامل» بحسب قولها، ويأتي هذا الخبر بعد أيام على نشر خبر إرسال الولاياتالمتحدة قوة خاصة إلى الأردن، وهو الأمر الذي نفته عمان. وأضافت الصحيفة إن «دور القوات البريطانية يتمثل في تقديم الدعم للجنود الأمريكيين المنتشرين على مسافة 55 كيلومترا عن الحدود الاردنية السورية».
وكان الأردن قد نفى وجود قوات أمريكية على أراضيه، في حين أكد وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا وجود فريق أمريكي في الاردن لمساعدة الاردنيين في التعامل مع تدفق اللاجئين السوريين، ولمواجهة احتمال حصول أي تداعيات سلبية تتعلق بالأسلحة الكيماوية السورية.
وفي الأردن أيضا , حيث كشف مصدر مسؤول رفيع أمس السبت، أن الأجهزة الأمنية الأردنية شدّدت خلال الأيام الأخيرة قبضتها على المنافذ غير الشرعية التي تربط المملكة بسوريا، لمنع أنصار التيار السلفي من عبور الحدود والمشاركة في القتال الدائر في سوريا.
وقال المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الحدود الأردنية السورية غير الشرعية تشهد تشديدات أمنية كبيرة جداً لمنع تسلل عناصر من التيار السلفي الجهادي إلى داخل الأراضي السورية».
وأكد أن التشديدات الأمنية الأردنية على المنافذ غير الشرعية مع سوريا «هي أكبر مما كانت عليه في السابق». وكان التيار السلفي الجهادي في الأردن، أعلن أول أمس الجمعة، عن مقتل اثنين من أنصاره خلال عملية عسكرية نفذاها في مدينة درعا جنوب سوريا.