إلى تلك المرأة الشهمة التي أعطت إشارة انطلاق المسيرات والاحتجاجات التي ستتحول إلى ثورة عارمة صارخة وسط الناس "وينكم يا رجال" فلبوا النداء ومعهم النساء فكأن التاريخ لا يتحرك إلا بدفع من امرأة ..إهداء إليها والى نساء تونس قاطبة من حمة الهمامي في كتابه "مطارحات حول قضية المرأة" والذي ضمنه العديد من المواضيع والقضايا التي تتعلق بالأساس بالمرأة في تونس في علاقة وثيقة بالحقوق والمكتسبات والحجاب والسياسة والديمقراطية. في كتاب من الحجم الصغير في 95 صفحة من منشورات البديل ضمنه حمة الهمامي ثلاثة نصوص تتناول أوجها عدة من قضية المرأة في تونس حيث انطلق من قضية المرأة من الحداد إلى اليوم في طرح لمجلة الأحوال الشخصية ومنها إلى أوضاع النساء اليوم في تونس في كل المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من مساواة قانونية منقوصة وقوة عاملة هشة ومستغلة وتوظيف سياسي لتلميع صورة النظام. ويطرح الكتاب بالأساس قضية المرأة اليوم باعتبار أن تحرير النساء جزء من التغيير الديمقراطي لإرساء مبدأ المساواة في كل الأمور إلى جانب تطرق حمة الهمامي إلى العلمانية التي تتعرض إلى التشويه معتبرا أنها جاءت نتيجة تحولات اجتماعية وفكرية وثقافية وعلمية عميقة في المجتمعات الغربية لإعلاء شأن الإنسان وتحرير طاقاته الإبداعية من استبداد رجال الدين الذين كانوا أهم سند للاستبداد السياسي. كما أكد حمة الهمامي في كتابه على انه لا ديمقراطية دون مساواة بين الجنسين وان تحرر المرأة يمر عبر التحرر من الاستبداد مع تناوله لمسالة الحجاب ،الخمار والعلمانية مشيرا إلى أنه ما سيمنح للمرأة من حقوق في الدستور الجديد سيكون معيارا للحكم على الطابع الديمقراطي لهذا الدستور وما سيطرا على واقع النساء من تغيير سيكون معيارا للحكم عما إذا كانت الثورة التونسية نجحت أم فشلت.