قال عبد الحميد الشابي الخبير الأمني في مجال الجريمة والأمين العام لنقابة متقاعدي قوات الأمن الداخلي لصحيفة «الشرق الأوسط» إن ساعة الحسم مع التنظيمات الجهادية قد اقتربت نافيا أن تكون للمجموعات المسلحة نية العبور من تونس باعتبار أن الوثائق التي تم العثور عليها إلى حد الآن تؤكد أنهم قد اتفقوا على تحويل البلاد إلى أرض جهاد. وأشار إلى أن أحداث الشعانبي يقودها مساجين تمتعوا بالعفو العام مقدرا عددهم بالآلاف وإن المئات منهم قد انضموا إلى التيارات المتشددة بعد أن وجدوا ملاذا آمنا بين أفرادها معتبرا أن التعزيزات الأمنية التي شهدتها الكافوالقصرين ستؤدي إلى تضييق الخناق على الإرهابين ومحاصرتهم. وطالب من خلال تصريح له في ''الشرق الأوسط'' بوضع برنامج شهري لمراقبة المغاور والكهوف والمباني المهجورة في الجبال الوعرة مشيرا إلى وجود 260 كهفا في جبال الشعانبي يجعل مهمة مراقبتها وإخراج الإرهابيين من دهاليزها مهمة تقترب من الاستحالة حسب تعبيره. وأضاف الشابي أن مواجهة المجموعات الإرهابية ستكون جماعية من خلال تدريب الحراس والفنيين والمهندسين في مجال الغابات على كيفية التعامل مع وضعيات أمنية كهذه داعيا إلى ضرورة قطع الإمدادات من غذاء وملبس وذخيرة عنهم لأن الدعم اللوجيستي الذي يصل إلى الإرهابيين من قبل أفراد آخرين هو الذي ساعدهم على الإقامة في الغابات لأشهر متتالية دون أن يقع التفطن لهم. وتجدر الإشارة إلى أن عمليات التمشيط متواصلة بجبل الشعانبي من ولاية القصرين لملاحقة العناصر المسلحة ولم يتم الإعلان إلى حد الآن عن إلقاء القبض على أحد منهم.