تم مؤخرا في المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس مناقشة أول أطروحة دكتوراه تتناول تشابها بين كوكب المريخ و مواقع جيولوجية في تونس أنجزها الباحث التونسي الحسين السافي تحت إشراف الأستاذ شكري يعيش وبحضور وتقييم خبراء عالميين (البروفسور روبارتو بربياري من ايطاليا و البروفسور ڨورو كوماتسو من اليابان) وقد تمحور العمل حول تأثير المخزون المائي على تكون الصخور الرسوبية في المريخ البدائي،علما بأنه لا توجد مياه سائلة على سطح المريخ إطلاقا. لكن الوضع على سطح المريخ البدائي كان أحيانا مختلفا كثيرا عما هو عليه الآن ولربما كان يشبه كوكب الأرض حيث كانت توجد المياه السائلة الجوفية والسطحية على مساحات كبيرة من سطح الكوكب مشكلة موائد مائية وسباخا كبرى مثل الموجودة الآن في سطح الأرض (البلاد التونسية مثلا) . والينابيع التلية هي عيون مياه تتراكم حولها ترسبات ريحية لوجود الرطوبة. وقد وجدت الينابيع في كوكب المريخ كما وجدت في مواقع معينة في البلاد التونسية. لقد تعاقبت الحقب الرطبة والقاحلة لتؤثث سطح الكوكب بتكوينات جيولوجية مميزة وقد ساعدت نتائج أطروحة الدكتوراه في فهم عملية التصحر التدريجي أو الرطوبة التي شهدها الكوكب وأدت إلى تداول ترسب صخور اثر هبوب الريح الذي يعتبر المتحكم الرئيسي في ترسبات الكوكب مع ترسبات السباخ. وقد ثمن الخبراء الأجانب جدية و نتائج العمل و ذلك رغم محدودية الإمكانيات الموفرة في تونس. و يعتبر البحث في جيولوجيا الكواكب الأخرى حتى بالنسبة للدول الكبرى يعتبر عملية مكلفة يكون مدى مردو ديتها محل تساؤل،وخاصة مع تواجد أولويات و مخاطر أخرى تواجه الإنسانية، كالأمراض الخطيرة و الكوارث الطبيعية،غير أن البحث الأكاديمي لا ينضبط لبرڨمتية البحث التطبيقي. في إجابة فورية عن هذه الإشكالية تتنزل دراسة المماثلات الأرضية كوسيلة اقتصادية للميزانيات الهائلة التي تخصص لعلوم الفضاء. هذه المماثلات توفر مواقع متشابهة مع كواكب أخرى. حيث أن دراستها تمكن من فهم الظواهر الجيولوجية على هذه الكواكب. إن هذا العمل يموقع البلاد التونسية في خارطة علوم الفضاء والكواكب كمكان يحتوي عدد كبير من هذه المتماثلات.