تبادل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وقادة المغرب العربي برقيات التهنئة بمناسبة الذكرى ال28 لتأسيس الاتحاد، حيث دعا الرئيس بوتفليقة الشعوب والقيادات المغاربية إلى العمل على تجسيد الاتحاد المغاربي ميدانيا، وجدد عزم واستعداد الجزائر شعبا وقيادة للعمل في هذا الاتجاه. وقال في رسالته التي وجهت إلى كل من ملك المغرب محمد السادس، الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ورئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فايز السراج، إن هذه الذكرى "العزيزة علينا تعد فرصة سانحة للتمعن في حلم شعوب منطقتنا المغاربية منذ وهلة الاستعمار ببناء صرح وحدوي يدفع بتنمية وازدهار شعوبنا ويساهم في رفع كلمة ومواقف مغربنا العربي ضمن مختلف التجمعات الإقليمية والجهوية والقارية التي تميز عالمنا الحالي". وتابع رئيس الدولة في برقياته "صحيح أن اتحاد المغرب العربي مستوقف اليوم من أجل المزيد من الجهد والعمل بغية تحقيق روح وأهداف معاهدة مراكش التي أسسته". وأكد بوتفليقة "عزم واستعداد الجزائر شعبا وقيادة، لتظافر جهودها مع باقي الشعوب والقيادات المغاربية الشقيقة لجعل اتحادنا المغاربي يكرس وجوده أكثر فأكثر ويأتي بمساهمته خدمة لوحدة الأمة العربية والاتحاد الإفريقي وخدمة كذلك لتعزيز الأمن والسلم والاستقرار في الفضاء المتوسطي". وتبيّن أن برقية الرئيس بوتفليقة إلى قادة المغرب العربي، هي ردا ضمنيا على خطاب العاهل المغربي في اختتام القمة الإفريقية، عندما قال "إنه من الواضح أن شعلة اتحاد المغرب العربي قد انطفأت، في ظل غياب الإيمان بمصير مشترك، فالحلم المغاربي، الذي ناضل من أجله جيل الرواد في الخمسينيات من القرن الماضي، يتعرض اليوم للخيانة". كلام محمد السادس لم يصمد طويلا، وعاد في رسالته المصادفة لتأسيس اتحاد المغرب العربي، ليجدد فيها تشبث بلاده بالخيار المغاربي باعتباره "رهانا استراتيجيا وإيمانه القوي بضرورة تجاوز الجمود السياسي الراهن وتفعيل مؤسسات اتحادنا المغاربي". كما دعا بالمناسبة إلى ضرورة "تدعيم" هياكل هذا الاتحاد حتى يكون "مصدر قوة لبلدانه الخمسة ويضطلع بدور فعال في مواجهة مختلف التحديات الجهوية والإقليمية والدولية، ويسهم كمجموعة اقتصادية جهوية وازنة في تحقيق الأهداف النبيلة للاتحاد الإفريقي". وكان عبد القادر مساهل وزير الشؤون المغاربية والإفريقية والعربية، قد أعلن منذ أيام عن اجتماع مرتقب لوزراء خارجية الدول المغاربة قد يعقد بتونس لبحث بعث الاتحاد. وكشف أنه طلب من الأمين العام للاتحاد، خلال لقاء سابق، تحضير تصور شامل حول المشروع لمناقشته خلال الإجماع القادم. ورفض مساهل تحميل مسؤولية جمود الاتحاد لأي طرف، مؤكدا أن الجزائر قامت بعدة جهود من أجل هذا التكتل.