أعلنت البحرية الأمريكية، في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، أن بارجة الصواريج الموجهة "يو أس أس بورتر" وجهت ضربات جوية إلى قاعدة الشعيرات العسكرية السورية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا اختارت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" هذه القاعدة لضربها؟ وتعتبر قاعدة "الشعيرات" الجوية السورية المرتكز الأهم للقوات السورية في حربها ضد "داعش" وباقي التنظيمات الإرهابية في البلاد، إذ يستخدمها الجيش السوري كموقع هام لانطلاق عملياته الجوية. قبل الحرب في البلاد، حتى عام 2010، امتلكت سوريا شبكة واسعة من القواعد الجوية العسكرية، حيث كان لديها نحو 20 قاعدة. ربما كان هذا الاهتمام بالطيران يرجع، ولو جزئيا، إلى حقيقة عمل الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد كقائد لسلاح الجو السوري في وقت سابق. ومنذ بداية الحرب، كانت القواعد الجوية هدفا للجماعات المعارضة والتنظيمات الإرهابية، ومن ثم تعرضت لقصف مستمر ما أدى إلى انخفاض حالتها التقنية. وكان أكبر دور لقاعدتي حميميم، حيث توجد القوات الروسية، والشعيرات التي أصبحت أحد معاقل قوات الجيش والقوات الجوية السورية. وتقع قاعدة الشعيرات على مسافة 31 كم جنوب شرق مدينة حمص، وتتضمن طائرات "ميغ 23" و"ميغ 25" و"سو- 25 "، إضافة إلى 40 حظيرة إسمنتية ودفاعات جوية محصنة من صواريخ "سام 6" وأنظمة دفاع جوي ورادارات، كما وضعت بالقاعدة الجوية مستودعات للذخيرة. وأفادت بعض التقارير باستخدام قاعدة الشعيرات من قبل سلاح الجو الروسي، خلال عمليات تحرير مدينة تدمر الأثرية من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي، وربما كان هناك خبراء روس في القاعدة وقت هجوم القوات الأمريكية على القاعدة. واستخدمت القوات السورية قاعدة الشعيرات بشكل مزدوج، فإلى جانب كونها قاعدة جوية هامة، تعاملت معها باعتبارها قاعدة للقوات البرية ومستودعا للذخيرة. إلى الشمال من القاعدة يقاتل الجيش السوري ضد جماعات المعارضة المسلحة، حيث اشتد القتال هناك منذ بداية أفريل الجاري، حينما حاصر الإسلاميون مدينة محردة، ذات الأغلبية المسيحية، ويمكن أن يتخيل المرء مصير سكان المدينة في حال وقعت في قبضة التنظيمات الإرهابية، لكن لحسن الحظ كان الجيش السوري قادرا على طردهم. وفي هذا المجال، لكن إلى الشمال قليلا من خط الجبهة، تقع مدينة خان شيخون، حيث قتل في 4 أفريل الجاري عدد من المدنيين بأسلحة كيميائية، وسريعا تم اتهام دمشق الرسمية بالضلوع في الهجوم، لكن هناك عدد من الأسئلة: أولا لماذا لم يقتل هذا الهجوم مسلحين، وإنما مدنيين وأطفال؟ ثانيا، ألم تدمر الأسلحة الكيميائية السورية في 2013، تحت إشراف مراقبين دوليين؟ ثالثا، لماذا قد تستخدم دمشق أسلحة كيميائية وتخاطر بسمعتها بشكل كبير، ولم يكن هناك حتى أهمية تكتيكية لاستخدام هذه الأسلحة؟ هناك عدة أسباب وراء اختيار "الشعيرات"، ومنها: أولا: الاعتقاد بأنه تم استخدامها في مجزرة "خان شيخون"، التي أسفرت عن 100 قتيل و400 مصاب ظهر على معظمهم آثار اختناق بغاز السارين ، في مجزرة مروعة، أدانتها العديد من دول العالم. ثانيا: يعتبر مطار الشعيرات من أهم المراكز العسكرية، ومنه تنطلق الطائرات التي تستهدف مناطق ومدن حمص وإدلب وحماة. وتبعد تلك القاعدة العسكرية الجوية حوالي 31 كم جنوب شرق مدينة حمص. ثالثا: يتضمن طائرات "ميج 23" و"ميج "25 و"سوخوي 25" القاذفة، ويحتوي على 40 حظيرة أسمنتية، كما يحوي دفاعات جوية محصنة من صواريخ سام 6، وأنظمة دفاع جوي ورادارات. رابعا: يحوى المطار فندقا أو مقرا للطيارين، حيث يقيم عدد من الضباط الإيرانيين الذين يصدرون التعليمات العسكرية. ويضم الفرقة 22 اللواء 50 جوي مختلط. الفندق ومقر الطيارين سريان، وهناك نادي للطيارين مغلق لا يسمح إلا للطيارين و ضباط السرب في المطار بالدخول إليه، حيث يوجد في النادي غرف للتدريب ولإعطاء خطط الطيران. خامسا: يعتبر من أهم المعسكرات التدريبية في المنطقة الوسطى، وتقام عليه معظم العروض العسكرية و التدريبات على الأسلحة الثقيلة و المتوسطة.