تحولت خطط استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في إسرائيل إلى نزاع سياسي محرج. وتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن يصدر أوامر إلى وزرائه يفرض عليهم الحضور في المطار والمشاركة في مراسم استقبال ترمب، كما افادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مشيرة إلى ان غالبية الوزراء كانوا يعتزمون عدم الحضور. كما امضى نتانياهو يوم الأحد في اجتماعات طويلة لاقناع وزرائه من اليمين المتطرف بالموافقة على خطوات حتى لو كانت رمزية لتخفيف وطأة الأوضاع في الضفة الغربيةالمحتلة. ورأى محللون ان اجراءت بناء الثقة هذه موجهة إلى ترمب اصلا لاقناعه بالتزام إسرائيل بالعمل على التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين لا سيما وان الرئيس الأميركي اعلن انه يريد ابرام "اتفاق نهائي" لحل النزاع. ومن المقرر ان يلتقي ترمب مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم في الضفة الغربية حيث تشهد المناطق الفلسطينية غلياناً مع دخول اضراب المعتقلين في سجون إسرائيل عن الطعام اسبوعه السادس وسقوط ضحايا بنيران القوات الإسرائيلية بين المتظاهرين تضامناً مع المعتقلين. وفي غمرة الخلاف داخل الحكومة الإسرائيلية تغيرت التحضيرات لزيارة ترمب لوجستياً باجراء تعديلات كبيرة على البرامج اشاعت البلبلة في قوات الشرطة الإسرائيلية في القدس، ودبلوماسياً بتحاشي قضايا عاطفية ذات أهمية بالغة للإسرائيليين والفلسطينيين على السواء. وذهبت بعض وسائل الاعلام الإسرائيلية إلى حدث وصف الزيارة ب"الهستيريا" لافتة إلى غياب الكثير من مظاهر الترحيب بسبب الصراعات داخل حكومة نتانياهو الائتلافية. واعرب سياسيون يمينيون عن خيبة أملهم لأن ادارة ترمب تبدو ملتزمة بالسياسة الأميركية المعهودة إزاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وخاصة بعد زيارته للسعودية. ويقول خبراء إن الائتلاف الذي اسفرت عنه زيارة ترمب بين الدول العربية والولايات المتحدة في مواجهة التهديدات الايرانية سيفرض على إسرائيل تحقيق تقدم على الجبهة الإسرائيلية الفلسطينية لتفادي العزلة. وقال ترمب في مقابلة نشرتها صحيفة "هايوم" الإسرائيلية يوم أمس الأحد "اعتقد بأن لدينا فرصة طيبة جداً جداً للتوصل إلى اتفاق".