أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه لن يوقع اتفاق سلام مع إسرائيل لا يتضمن تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين، وذلك خلال استقباله 198 أسيرا فلسطينيا أفرجت إسرائيل عنهم قبيل ساعات من وصول وزيرة الخارجية الأميركية إلى المنطقة لدفع عملية السلام بين الجانبين. وخاطب عباس في المقاطعة -المقر الرئاسي في رام الله- الأسرى المفرج عنهم قائلا "إننا طلاب سلام وإننا نسعى إلى تحقيق ثوابتنا الوطنية جميعا، ولكن نقول إنه لن يكون هناك سلام بدون تحرير جميع الأسرى"، مشيرا إلى أن الفرحة لم تكتمل حيث لا يزال 11 ألف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية. وكانت "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية أعلنتا في وقت سابق الإفراج عن 199 معتقلا، بيد أن مصادر الأسرى في سجن عوفر الإسرائيلي أفادت بأن إدارة السجون الإسرائيلية عدلت في اللحظات الأخيرة عن الإفراج عن أحد الأسرى. وجمع المعتقلون في معتقل عوفر "الإسرائيلي" حيث نقلتهم حافلات إلى حاجز بيتونيا القريب من مدخل رام الله في الضفة الغربية، حيث قام الأسرى المفرج عنهم بزيارة قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات، ثم توجهوا إلى مقر السلطة الفلسطينية في المقاطعة حيث نظم لهم استقبال حاشد. زيارة رايس ويأتي الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين قبل ساعات من زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ل"إسرائيل" والأراضي الفلسطينية لإجراء محادثات تتمحور حول مفاوضات السلام الصعبة الجارية بين الجانبين. وفي هذا الصدد، شدد الرئيس عباس على رفضه أي اتفاق محتمل مع الجانب الإسرائيلي لا يحقق تسوية جميع المشاكل والقضايا العالقة "بما فيها القدس واللاجئون والحدود". وتصل رايس إلى "إسرائيل "الاثنين في زيارة هي السابعة لها منذ عقد مؤتمر أنابوليس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والثامنة عشرة خلال عامين. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك أن رايس ستعمل خلال هذه الزيارة التي تستمر يومين على تقييم "الجهود الجارية في إطار الهدف المشترك بالتوصل إلى اتفاق سلام قبل انقضاء العام الجاري"، أي قبل نهاية الولاية الدستورية للرئيس الأميركي جورج بوش. وستلتقي رايس خلال جولتها برئيس الوزراء "الإسرائيلي" إيهود أولمرت، وتعقد في وقت لاحق اجتماعا برئيسي الوفدين المفاوضين "الإسرائيلي" والفلسطيني.كما ستزور رئيسة الدبلوماسية الأميركية رام الله لإجراء مباحثات مع القادة الفلسطينيين وعلى رأسهم الرئيس عباس.