قُتل 19 شخصاً على الأقلّ وأصيب نحو 50 بجروح جراء انفجار داخل قاعة للحفلات فى مانشستر بغرب إنجلترا وفق ما أعلنت الشرطة المحلية الثلاثاء، وسارعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى إلى إدانة "الاعتداء الإرهابى المروع". وقالت ماى "نعمل على كشف كلّ تفاصيل (الحادث) الذى تتعامل الشرطة معه على أنه اعتداء إرهابى مروّع"، مبدية تعاطفها مع عائلات الضحايا. وقالت الشرطة التى هرعت إلى المكان إثر معلومات عن وقوع انفجار أو انفجارات عدّة مجهولة المصدر، إنّها تتعامل مع ما حصل على أنّه "اعتداء إرهابي". فى بادئ الأمر، قالت الشرطة فى بيان على تويتر إنّ "أجهزة الإسعاف تستجيب حالياً لمعلومات عن انفجار قد يكون وقع" فى مانشستر، حاضّةً المواطنين على تجنّب تلك المنطقة. وأظهرت صور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعى حالة من الذعر داخل قاعة للحفلات حيث كانت المغنية الأمريكىة أريانا غراندى تحيى حفلاً. ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن عدد من الشهود العيان أنّهم سمعوا انفجاراً قوياً الإثنين قبيل الساعة 22,00 ت غ. وأوقفت حركة القطارات نحو محطة مانشستر فيكتوريا القريبة من قاعة الحفلات. وعزلت الشرطة تلك المنطقة، وشوهد العديد من سيّارات الإسعاف وأخرى تابعة للشرطة مركونة فى محيط قاعة الحفلات، بحسب مصوّر وكالة فرانس برس. ووصلت إلى المكان أيضاً فرق متخصصة فى إبطال القنابل. وتحدثت تقارير عن أنّ الحاضرين فى القاعة هرعوا إلى بوابات الخروج إثر سماع دوى انفجار قوي. ولاحقاً أشارت الشرطة إلى أنها ستقوم بعملية تفجير فى موقع قريب من قاعة الحفلات، لكنها أوضحت فى ما بعد أنّ الأمر كان يتعلّق ب"ملابس متروكة وليس بجسم مشبوه". - "الجميع حاولوا الهروب من القاعة"- وقال ماجد خان (22 عاما) لوكالة "برس أسوسييشن" البريطانية "كُنا نهمّ بمغادرة القاعة بعد حفل أريانا غراندى نحو الساعة 22,30 (21,30 ت غ) عندما سمعنا دوياً شبيهاً بانفجار، مما أثار الذعر لدى الكُلّ. الجميع حاولوا الهروب من القاعة". وأردف "جميع الأشخاص الذين كانوا فى الجانب الآخر من القاعة حيث سُمع دوى الانفجار اتّجهوا صوبنا فجأة راكضين ومحاولين الخروج، والجميع هربوا بأقصى سرعة ممكنة باتجاه المخرج الذى استطاعوا إيجاده". وقالت ايزابيل هودجينز التى كانت تحضر الحفل لقناة "سكاى نيوز" إنّ "الجميع كانوا فى حالة من الهلع، وقد حصل تدافع. وأضافت "الأمر كان صادماً (...) نحن فعلاً محظوظون لتمكّننا من الخروج بأمان". وتابعت "الممر كان يغصّ بالناس، وكانت هناك رائحة حريق. كان هناك دخان كثيف عند خروجنا". وتحدث العديد من وسائل الإعلام عن وقوع انفجارين. وتسبب ما حصل بحال من الفوضى فى وسائل النقل مع اختناقات مرورية خارج القاعة. وقال روبرت تيمبكين البالغ الثانية والعشرين ل"بى بى سي" إنّ "الجميع كانوا يصرخون ويركضون، كانت هناك معاطف وهواتف نقالة على الأرض. الناس تركوا كل شيء". وأوضح "كان هناك أشخاص يصرخون ويقولون انهم رأوا دماء (...)". وقال كالفن ويلسفورد (18 عاما) من بريستول ل"بى بى سي" "بدا الأمر كأنه إطلاق نار". وتابع "نظرت حولي، ورأيت الناس (...) يخرجون من المبنى". وروى "فى الواقع أصبت بنوبة ربو. كان هناك ذعر تام". وقالت الشرطة إنها تتعامل مع بلاغات عن انفجار في قاعة مانشستر أرينا التي تتسع لنحو 21 ألف شخص. وقالت كاثرين ماكفارلين التي حضرت الحفل لرويترز "كنا نمضي في طريقنا وعندما وصلنا إلى الباب وقع انفجار هائل وبدأ الجميع يصرخون". وأضافت "كان انفجارا ضخما. وكان المشهد فوضويا. الجميع كانوا يركضون ويصرخون ويحاولون الخروج". وذكر شهود عيان أن كثيرا من الأطفال كانوا في الحفل. ومانشستر أرينا هي أكبر قاعة احتفالات مغلقة في أوروبا وافتتحت في 1995 وتستضيف حفلات موسيقية وأحداثا رياضية. وقال متحدث باسم نجمة البوب الأمريكية جراندي (23 عاما) إنها "بخير. وأظهر فيديو نشر على تويتر أفرادا من الجمهور يصرخون ويركضون خارجين في المكان. وبريطانيا في حالة تأهب أمني عند ثاني أعلى مستوى وهو ما يعني أن احتمال أن ينفذ متشددون هجوما مرجح بشدة. وفتح سكان مانشستر منازلهم للأشخاص الذين تقطعت بهم السبل جراء الحادث.