عززت الجزائر إجراءاتها الرقابية على الشبكة العنكبوتية بعد دراسة امنية أجرتها المصالح الاستخباراتية، تفيد بانتقال الجماعات الإرهابية الى تغيير استراتيجيتها مع انهزام تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، وذلك من خلال تنشيط شبكتها العنكبوتية من اجل ضمان استمرارية التنظيم الإرهابي وتنفيذ عمليات إرهابية استعراضية. يمثل الإنترنت هديدا أمنيا للدول يصعب مواجهته، بعد ان بات ملاذ آمن للتنظيمات الإرهابية، و يعمل بمثابة وسيط تستخدمه في تسهيل ممارسة نشاطاتها، وقد كان له الفضل الأول في عالمية العديد من التنظيمات الإرهابية المحلية والتي قامت بتوظيفه في الترويج والدعاية لأيديولوجياتها وعملياتها التي تقوم بها في مختلف دول العالم، بالإضافة إلى تجنيد المقاتلين الجدد، وجذب التمويلات النقدية، والتواصل بين المقاتلين داخل التنظيم الواحد وبين التنظيمات الإرهابية، وبين التنظيمات والذئاب المنفردة وغيرها، لدرجة انه أصبح المصدر الأساسي للترويج للتنظيمات الارهابية وعملياتها وأهدافها، كما ان الانترنيت اصبح وسيلة لشن حروب الكترونية، و العبث بالأمن الداخلي للدول، و استهداف المنشآت الحيوية والعسكرية للدولة، و هو ما بات يقلق المصالح الأمنية الدولية. وحذرت مصالح الامن الجزائرية من تعاملات مالية بنقل وتحويل الأموال إلى التنظيمات الإرهابية والمقاتلين في مختلف الدول، باستخدام "البيتكوين"، وهي نوع من العملات الرقمية القائمة على مجهولية التعاملات واللامركزية من حيث عدم تحكم أي جهة أو بنك أو هيئة أو حكومة في عمليات البيع والشراء أو الحوالات أو التعاملات، وقالت إن الميزة التنافسية لعملة "البيتكوين" هي أنها مجهولة، فنظامها الشبكي اللامركزي يجعل من الصعوبة بمكان على المحققين تتبع عمليات الشراء والبيع التي تتم عبرها. إن صعوبة تتبع محتوى الإنترنت يخلق صعوبة في توقع حدود تهديداته الأمنية، يضيف التقرير الأمني الجزائري، وفيما يتعلق بالأمن الداخلي للدول قد يتم استغلال هذه المجهولية في عمليات التجسس، والاتجار بالأسلحة، خاصة ان مواقع تجارة الأسلحة التي تقوم بعقد صفقات بيع وشراء، تستخدمها تنظيمات إرهابية وأفراد في الحصول على الأسلحة المستخدمة في تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية، وتقديم الدعم للجماعات الانفصالية والتنظيمات الإرهابية. وقامت الجزائر بتقديم طلب الى هيئة الأممالمتحدة بضرورة صياغة ميثاق دولي يضبط ويقنن النشر في وسائل التواصل الاجتماعي حتى لا يستخدمها الإرهابيون كمنبر لنشر أفكارهم، و بادرت الى اتخاذ إجراءات عملية لتطوير قدراتها في مجال مراقبة التكنولوجيا الرقمية والإنترنت، عبر تدريب فرق متخصصة لملاحقة المتطرفين على شبكة الإنترنت، ومراقبة كل ما ينشر من بيانات ومعلومات يمكن أن توجه الرأي العام من الشباب، بالإضافة إلى منع الإرهابيين من تجنيد عناصر جديدة من خلال قطع أي صلة لهم بالأحياء الشعبية، وتجفيف مصادر الدعاية الإرهابية والتطرف.