فتحت العمليات الإرهابية التي باتت تنفذها ما يطلق عليهم "الذئاب المنفرد"، أبواب التساؤل حول طريقة تمويل هذه الاعتداءات، وأصبح نقل الأموال يشغل بال المصالح الأمنية لمختلف الدول، على اعتبار انه بالرغم من الضغوطات العسكرية وتراجع المداخيل المالية للتنظيمات الارهابية، لا تزال الاعتداءات متواصلة، وكشفت تقارير امنية ان تنظيم "داعش" الارهابي أرسل أموالا إلى مناطق لا يوجد له فروع فيها، وأماكن يمكن لأتباعه الجدد فيها أو للمقاتلين العائدين تنفيذ هجمات في بلدانهم. و ابرزت وثائق استخباراتية ان أبرز التحديات التي تمثلها العناصر الارهابية المحلية بالنسبة للمصالح الامنية هي مواجهة تمويل الإرهاب، بعد ان اصبحت الذئاب المنفردة والجماعات الارهابية الصغيرة تنفذ هجمات بسرعة وبتكلفة وتجهيزات بسيطة، و اشارت الى ان هؤلاء أن يمكنهم تخفيض تكلفة الهجمات لأن لديهم عدد أقل من الأفراد الذين يحتاجون إلى التدريب والتجهيز، ويعتمدون على أسلحة بسيطة مثل السكاكين و السيارات او الشاحنات المستأجرة، في مقابل المنظمات الإرهابية الكبيرة التي ترتبط بتكاليف غير مباشرة للحفاظ على كياناتها وتطويرها. وأضافت التقارير وفق ما ذكر مصدر امني جزائري ل"الجريدة"، انه بسبب الكلفة الضئيلة نسبيا لاعتداءات الدهس و الطعن بالسكين، مثل ما حصل في تونس و نيويورك، يلجأ الذئاب المنفردة والخلايا النائمة، إلى التمويل الذاتي، كالاعتماد على الرواتب الشخصية، ودعم أفراد الأسرة والأصدقاء، بالإضافة الى أنشطة إجرامية و استغلال قروض شرعية كما حدث في الجزائر مع قروض الشباب التي منحتها الدولة في اطار القضاء على البطالة، و حولها المستفيدون الى غير وجهتها نحو الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا او التجارة غير المشروعة، الامر الذي دفع السلطات الجزائرية الى متابعة مسار القروض الممنوحة. وفي الوقت الذي يتكبد تنظيم "داعش" الإرهابي المزيد من الهزائم، قال المصدر الأمني الجزائري ان عمليات الذئاب المنفردة والخلايا النائمة ستستمر، في تحد للأدوات التقليدية التي تستخدمها المصالح الأمنية في مكافحة تمويل الإرهاب، موضحا ان الهجمات الإرهابية كالتي حصلت في تونسونيويورك، تم تنفيذها في وقت قصير وبأقل التكاليف والتجهيزات، ما يجعل السلطات المعنية امام وقت قليل لإجراء تحقيق فعال، وقد لا تتمكن من تتبع مسارات التنقلات والاتصالات والأموال المستخدمة في تنفيذ تلك العمليات، خاصة في ظل دعوة قادة كل من "داعش" و "القاعدة"، الجماعات التابعة لهما إلى تنفيذ هجمات في البلدان التي ينشطون فيها، ونشروا تعليمات ونصائح حول كيفية استهداف المدنيين بفعالية. ويتصاعد خطر الارهاب المحلي العنيف بشكل كبير، حيث قال المدير السابق للمركز الأميركي لمكافحة الإرهاب، ماثيو أولسن، ان هناك احتمال كبير جدا بأن تشهد الولاياتالمتحدة تنفيذ هجمات إرهابية نابعة من الداخل في العامين المقبلين، وكشف عن مباشرة المصالح الأمنية لبلاده في تحقيق حول نحو 1000 متطرف عنيف محتمل نابع من الداخل في خمسين ولاية في مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة.