وصف رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الحشد الذي جمع أنصاره بساحة القصبة ليلة أمس في مسيرة دعم للشرعية بحشد رسول الله صلى الله عليه وسلم في فتح مكة. وقال الغنوشي "أن هذا الحشد يذكرنا بحشد فتح مكة على يد رسول الله (صلعم) وقد كان فتحا سلميا" معتبرا أن الحشد هو بنفس قيمة حشد رسول اللّه عند فتحه مكة. كما أشار إلى أن الحشد العظيم الذي حضر بساحة القصبة تحت شعار " "بوحدتنا ...تنجح ثورتنا" يؤكد على سلمية الثورة التونسية على حدّ قوله. وقد أثار هذا التشبيه العديد من التعاليق والانتقادات سيما وأن الغنوشي ظهر بمظهر المعتز ''والمغتر بهذا الحشد ونسي أن من جاء لمناصرته جاء على طريقة الاحتفالات النوفمبرية حيث اعتمدت النهضة أساليب بن علي لحشد أنصارها على الطريقة النهضاوية في السر والعلن بين الرشوة والاغراء للخروج في رحلة إلى تونس العاصمة وبين التهديد والوعيد'' ، وقد جندت وزارة النقل أسطول الحافلات لنقل أنصار النهضة ورصدت الأموال التي استغلت حاجة ضعاف الحال ''ليصعد في الأخير راشد الغنوشي المنصة ويفتخر بالحشد العظيم الذي أتى مصفقا مهللا مكبرا له .'' وخاطب الغنوشي مناصريه بكل ثقة واعتزاز مراوحا بين الدعوة للوحدة الوطنية والمصالحة والالتفاف حول مصلحة تونس وبين التحذير ممن وصفهم بالانقلابيين والتأكيد على أن رئاسة الحكومة خط أحمر ليكون بذلك خطابا ممزوجا بمحاولة لإرضاء المعارضين بما يمكن له والتمسك بسيطرة النهضة على الحكم ومفاصل الدولة من خلال رفض استقالة علي العريض وهي حلول اعتبرها الكثير حلول مزيفة ومراوغة تعمق الأزمة خاصة بتمسكها ببقاء رئاسة الحكومة لتحافظ على سلطتها. ''لقد سجل تاريخ تونس أمس أن النهضة حكمت البلاد والعباد وحشدت أنصارها على الطريقة النوفمبرية التي تحولت ألوانها من البنفسجي إلى الأزرق ولكنها حافظت في باطنها على سياستها وأساليبها، ولم نر في تونس الجديدة غير السياسات القديمة بألوان ومسميات جديدة أهمها أن الغنوشي يشبه أنصاره التي حشدها بحشد فتح مكة وهذا ما سيحفظه التاريخ فقط لك أيتها النهضة ؟؟ حسب بعض التعاليق.