نشر موقع "المصريون " تقريرا أكّدت فيه أن تركيا تحوّلت من قبلة لاستقبال المصريين المعارضين للسلطة الحالية، والمنتمين في أغلبهم إلى جماعة "الإخوان المسلمين" إلى بلد "طارد" لهم، في ظل المعاناة من أوضاع معيشية بالغة الصعوبة، ما دفع المئات منهم إلى اتخاذ قرار بمغادرة البلاد إلى دول أخرى. و أضاف نفس التقرير أن الكثير حزم حقائبه إلى دول أخرى بالفعل، بينما يراود البعض حلم العودة إلى مصر، لكن تسيطر عليهم المخاوف من الملاحقة الأمنية، خاصة وأن هناك من بينهم من صدرت ضده أحكام قضائية وأغلقت في وجوههم أبواب الأمل في العودة إلى أحضان الوطن. الأزمة التي طفت على السطح بقوة في الآونة الأخيرة ظهرت تجلياتها قبل شهور، مع عودة الناشط والإعلامي، رامي جان من تركيا إلى مصر، لأسباب عزاها مقربون منه إلى معاناته هناك من عدم توفر فرص العمل، وتدهور أحواله المادية، ما جعله يفضل العودة إلى مصر. لم يقتصر الأمر على "جان"، فهناك العديد من زملائه السابقين بقناة "الشرق" يعانون من نفس الأوضاع، وخاصة بعد الأزمة الأخيرة التي شهدتها القناة، ما دفعهم إلى التواصل معه طالبين توسيطه حتى يتسنى لهم العودة إلى مصر، فضلاً عن غيرهم ممن ضاقت بهم سبل العيش على الأراضي التركية. ووفق مصادر مقيمة في تركيا واسعة الاطلاع على أحوال المصريين هناك لموقع "المصريون " ، فإن "مئات الشباب غادروا تركيا، وهناك أعداد كبيرة غيرهم يدرسون الآن مغادرتها للحصول على حق اللجوء السياسي في عدة دول منها كوريا الجنوبية وألمانيا وبريطانيا ودول أمريكا الجنوبية، مثل البرازيل وغيرها". وأوضحت نفس المصادر أن "بعض هذه الدول لا تمنح اللجوء السياسي لكن السفر إليها سهل مثل البرازيل، ما دفع الكثير من المصريين بتركيا إلى المغادرة إليها". وأضافت: "خلال الشهور الثلاثة الماضية سافر حوالي 100 من الشباب الهارب تركيا، والباقون إما يستعدون أو يجمعون النفقات اللازمة للسفر". وعزت المصادر - التي فضلت عدم نشر اسمها – سبب المغادرة أو ما سمته ب "الفرار من جحيم اسطنبول" إلى أن "فرص العمل قليلة جدًا، والأجور ضعيفة، بينما تركيا بلد تكاليف العيش فيه مرتفعة للغاية". فضلاً عما أشارت إليه حول "استئثار فئة قليلة جدًا هي رموز الإخوان المسلمين ومن معهم ومديري القنوات الفضائية والجماعة الإسلامية وأيمن نور (رئيس قناة الشرق) والمقربين منه، الأمر الذي أصاب كثيرًا من الشباب باليأس، بعدما لاحظوا انصراف القيادات والرموز عن العمل للثورة وانشغالهم بالأعمال التجارية والبيزنس السياسي". وذكرت المصادر، أن التمويلات المخصصة للمقيمين في تركيا والتي وصفتها ب "تمويلات ضخمة" تصل من عدة دول (لم يسمها)، "لكن التمويل يصب في جيوب عدد قليل"، دون مزيد من التفاصيل. ولم تخف المصادر وجود رغبات حثيثة لدى كثير من الشباب المقيم في تركيا في العودة إلى مصر، لكن "الأزمة أن أغلب هؤلاء صادر بحقهم أحكام في مصر، بعضها يصل للإعدام". وما يزيد الأوضاع سوءا، بحسب المصادر أن "قيادات المعارضة الإخوانية في تركيا تستقوي بعلاقتها بالنظام التركي، خصوصًا بعدما حصل أغلبهم على الجنسية التركية، وهم من قيادات "الإخوان" و"الجماعة الإسلامية". وتابعت: "كل مجموعة سياسية تحصل من الجانب التركي على إقامات دائمة أو طويلة وتوزعها على المعارف على غرار "رابطة الإعلاميين المصريين بالخارج"، التي يرأسها القيادي الإخواني حمزة زوبع مؤخرًا، إذ أنها حصلت على إقامات دائمة تم توزيعها على المحاسيب بينما تم إهمال كل الشباب الصادرة بحقهم أحكام". وأوضحت المصادر أن "أحد الأسباب الرئيسية لسفر الشباب من تركيا هو انتهاء جوازات سفرهم، أو اقتراب انتهائها، بالإضافة إلى أن المستقبل أمامهم مجهول فهم يسارعون للحصول على تأشيرات للدول التي يمكن الحصول فيها بسهولة على اللجوء السياسي ومن أبرزها كوريا الجنوبية، التي وصلها ما لا يقل عن 80 شابًا مصريًا خلال الشهور الأربعة الماضية".