استقبل رئيس الحكومة يوسف الشاهد بعد ظهر اليوم بقصر الحكومة بالقصبة رئيس مجلس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي، وتأتي هذه الزيارة الأولى من نوعها لبلدان الضفة الجنوبية للمتوسط ولبلدان المغرب العربي في إطار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون الثنائي في مختلف المجالات وتعميق التشاور حول القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأكد رئيس الحكومة في لقاء صحفي مشترك، على عمق علاقات الصداقة والتعاون التاريخية بين البلدين التي شهدت خلال السنوات الأخيرة حركية متميزة تجلت بالخصوص في دعم ايطاليا للمسارين الديمقراطي والاقتصادي في تونس. وشدد يوسف الشاهد على عزم تونس الراسخ على العمل مع الحكومة الإيطالية الجديدة من أجل مواجهة التحديات الأمنية المشتركة ومكافحة الإرهاب الدولي والارتقاء بعلاقات التعاون الاقتصادي إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية التي ستعود بالفائدة على كل المنطقة. وعبّر رئيس الحكومة بهذه المناسبة عن شكره للحكومة الإيطالية لموافقتها على تحويل جزء جديد من الديون التونسية إلى مشاريع بقيمة 25 مليون أورو، وتمويل مشروع تنموي مندمج بمنطقة "المحدث" بولاية قبلي، إضافة إلى فتح خط تمويل في شكل قرض بمبلغ 50 مليون أورو مع هبة بقيمة 7 مليون أورو لفائدة المؤسسات الصغرى والمتوسطة مُوجّه إلى الشباب والمرأة في المناطق المحرومة، وأخيرا تخصيص مبلغ 25 مليون أورو في شكل قرض لدعم قطاع التربية بهدف تحسين البنى التحتية والخدمات المدرسية. كما أبرز رئيس الحكومة الجهود الكبيرة التي تقوم بها تونس للتصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية، منّوها في ذات السياق بالدعم الإيطالي الهام لبلادنا بالتجهيزات واستعدادها لتطوير التعاون بين البلدين لإيجاد الحلول الكفيلة للحد من هذه الظاهرة، مؤكدا رغبة بلادنا في التوصل إلى اتفاق تعاون مع إيطاليا في هذا المجال وفق مقاربة اجتماعية واقتصادية ترتكز على تنمية الجهات الداخلية في تونس وفتح قنوات رسمية للهجرة النظامية بهدف إعادة الثقة والأمل للشباب التونسي. من جهته، شدد رئيس مجلس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أن تونس هي البلد الأول في الضفة الجنوبية للمتوسط الذي يزوره منذ توليه رئاسة الحكومة الإيطالية معتبرا أن علاقات الشراكة بين البلدين استراتيجية ومتميزة وأن تونس تعدّ بالنسبة للحكومة الإيطالية نموذجا في النجاح الديمقراطي. وأكد رئيس مجلس الوزراء الإيطالي أن زيارته اليوم تؤكد الدعم الكبير الذي ما انفكت تقدمه إيطاليالتونس والذي تترجمه عديد البرامج خاصة وأنه تم رصد أكثر من 165 مليون يورو في شكل دعم إيطالي موجّه نحو الشركات الصغيرة والمتوسطة فضلا عن الدعم المخصص لبرامج تدعيم اللامركزية الإدارية والتربية والتعليم وبرنامج تحويل الديون إلى مشاريع استثمارية. وشدد جوزيبي كونتي على أهمية التنسيق المشترك فيما يتعلق بتنظيم الهجرة غير الشرعية والتحكم في الحدود البحرية وتقليص عدد الوافدين على إيطاليا مؤكدا دعم حكومة بلاده لتونس في مراقبة الحدود والاتجار بالبشر ومقاومة الأسباب العميقة للهجرة وإعادة توطين المهاجرين وترحيلهم. وفيما ما يتعلق بالشأن الليبي، أكد رئيس مجلس الوزراء الإيطالي تطابق وجهات النظر التونسية الإيطالية حول أهمية حلحلة الوضع الراهن والذي يبقى الحوار الليبي الليبي أساسه الأمثل مشيرا إلى احتضان بالارمو الإيطالية في 12 و13 من الشهر الجاري مؤتمرا دوليا دُعيت له تونس وعدد من الدول والشركاء الاستراتيجيين في المنطقة.
