دعا القيادي بحركة نداء تونس الدساترة الى العودة الى حزب نداء تونس والأخذ ب"الندائء بقوة" وقال الرميلي في تدوينة على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي اليوم الجمعة 7 ديسمبر 2018، أنتم لا تستأهلون البحث لدى 'ببوش بومصة''. وكتب الرميلي: رسالة الى 'الدساترة'، أنتم لا تستأهلون البحث عن الحلول لدى 'ببوش بو مصة' ! عودوا إلى 'ندائكم'، لكن هذه المرة 'خذوا النداء بقوة' ! بعد تأسيس النداء لم أكن أتصور يوما أنني سأتوجه الى الكثير من الدساترة بهذا التخصيص، لأننا أصبحنا وقتها جميعا ندائيون. لكن تطورات وتقلبات كثيرة حصلت في الأثناء، أدت - فيما أدت إليه - إلى حيرة في صفوف الدستوريين، كما هو الأمر بالنسبة لجل التونسيين، حول المصير. وحسب رأيي الجواب على هاته الحيرة صعب في مجال 'دستوري' صرف. لأن الدستوريين أشاءوا أم لم يشاءوا أصبحوا جزء من مهمة أوسع وهدف أشمل، مهمة وهدف استرجاع خيط الإصلاح التونسي، الذي تأزم حتى سقوط الحكم الذي كان من المفروض عليه مواصلة حمل ذلك المشروع. إن النداء-الالتقاء بين مختلف روافد الإصلاح، بعد ما أسقطت الثورة 'الفرضاوي' الذي كان يفصل بين تلك الروافد، بإحلال الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان كمنهج جديد لتنظيم العلاقة بين الدولة والمجتمع- هو الإطار الطبيعي الجديد لمواصلة المشروع التاريخي. أي أنه، وكما نؤكد على أن تناول المرحلة الجديدة من طرف القوى الديمقراطية التي كانت خارج السلطة قبل الثورة لوحدها، بمعزل عن الدستوريين، تمشي غير سليم، فإننا نجزم كذلك بأن عدم وضع المساهمة 'الدستورية' في الإطار الجديد الذي صنعته الثورة فيه نوع من التعسف على الصيرورة التونسية الجديدة. ومن هنا فإن الحل لا يتمثل في القفز على الإطار الطبيعي الأهم لمواصلة مهمة الإصلاح التاريخي التونسي ألا وهو 'نداء تونس الفكرة والمشروع الأصلي' وإنما في التناول السليم للتعثر الكبير والعميق للنداء، لإعادة بناءه بالكامل على أساس دروس التجربة. وأهم ثغرة في بناء نداء تونس تمثلت في غياب قيادة من نفس نوعية القيادات التاريخية التي عرفها الدستوريون. لكن أولا تلك القيادات - التاريخية - أفرزتها تجربة طويلة وثرية ومتنوعة كلها تحديات جسيمة وثانيا حتى تلك القيادات القديرة وصلت بدورها وفي نهاية المطاف إلى جملة من الأزقة لأنها في يوم يوما توقفت عن التطور ومواكبة المطالب الجديدة للمجتمع التي ساهمت هي في خلقه ونحته. إذا فالمنتظر منكم التحليق فوق جملة من الخزعبلات الهزيلة لأنكم حقيقة تستأهلون أكثر من البحث عن الحلول من عند 'الببوش بو مصة' ولا نجد أي تفسير لإضاعة ما ساهمتم بالقسط الوافر في بنائه وإنجاحه. عودوا إلى النداء وهذه المرة 'خذوا النداء بقوة'. أنتم لا عليكم أي عقدة. أنتم ساهمتم في تجربة وطنية أعطت الكثير قبل أن تتأزم وحتى تسقط لكن من انخرط منكم في تجربة النداء لم يعمل على العودة إلى الوراء بل تبنى بالكامل واقع الثورة وتكريس أهدافها في الحرية والكرامة والديمقراطية. لكن ربما مشاركتكم غير الكافية في المواقع القيادية الأولى للنداء بأفضل ما لديكم من الخبرات والكفاءات الوطنية والنظيفة هي من الأسباب التي ضيعت الفرصة على النداء. لم تبقى لديكم ولدى الندائيين الوطنيين المخلصين وهم كثيرون إلا فرصة واحدة، فرصة إعادة بناء النداء من 'الساس' وتدرجا نحو الطوابق الأخرى من خلال عملية تصحيحية عميقة وشاملة، تشبه عملية قصر هلال 34، وتذكر ولما لا بملحمة تأسيس النداء بقيادة الدستوري الأصيل الباجي قائد السبسي وبمشاركة الروافد التي أعطت المصداقية لمجمل العملية الرائعة التي غيرت مجرى الأحداث نحو الأفضل قبل أن تتأزم، لكن ألم يحن الوقت للخروج الإرادي والواضح من التردد والتوجه نحو الإنقاذ الوطني على