الجريدة : أحلام شهبون فوجئ اليوم أكثر من 700 عامل حينما وجدوا أبواب نزل "دار جربة" موصدة، وقد تم تعليق لافتة تعلمهم أنه تقرر إغلاق النزل لمدة .15 يوما وذلك بسبب اكتشاف بكتيريا ''الريجيونال'' حسب ما أكدت الشركة المالكة للنزل و تعد ''دار جربة" إحدى أعرق الوحدات السياحية في جربة و رمزا للسياحة في المنطقة حيث يعود تاريخ إنشائها إلى سنوات السبعينات، وتشغل نزلها الأربعة قرابة 700 عامل فيما تأوي في فترات الذروة قرابة 3000 حريف. قرار الغلق والذي يبدو في ظاهره بسبب اكتشاف البكتيريا في المياه إلا أن وزارتي الصحة والسياحة أكدتا أن سلامة مياه النزل من الجراثيم حسب ما أثبتته التحاليل المجراة. ''الجريدة'' اتصلت بمصدر من داخل المجمع السياحي ليمدنا بتفاصيل أكثر حول الموضوع علها تميط اللثام عن حقيقة قرار الغلق. وقد تحدث مصدرنا من نزل دار جربة عن اربعة أسباب تعود إلى غلق السلسلة إحداها شأن داخلي بين مالك فندق ''مجمع توي الفرنسية'' والمتسوغ ''شركة مرمرا'' التركية التي استغنت منذ أكثر من سنة عن المكلفين بالصيانة والنظافة وتم تكليف شركة مناولة بالأمر حيث بدأت اللهفة على الربح مع الجهل في التعامل بتقنيات الصيانة معدات النزل. وأضاف ذات المصدر أن هذه الوضعية دفعت بالشركة المتسوغة إلى الدخول في خلاف مع المالك بهدف مراجعة العقد والتغطية على الخطأ الفادح مشيرا إلى النزل لم يشهد أي تغييرات أو عمليات صيانة منذ سنة 2004 . وبين أيضا أن إدارة النزل تجاهلت مطالب مالك الشركة بضرورة القيام بعمليات تهيئة و صيانة لمجموعة نزل ''دار جربة'' وقررت الإبقاء عليها كما هي، مضيفا أن الترويج لخبر بكتيريا ''الريجيونال'' هي محاولة لضرب السياحة في جزيرة جربة ، و أن انعكاسات هذه الحادثة ستكون صاعقة تضرب سمعة تونس بما أن الإعلام الفرنسي يروج منذ يومين لصورة سيئة على مستوى الخدمات السياحية في تونس . و قال محدثنا أنه تم اليوم الأربعاء تسريح آخر 80 نزيل في فندق ''دار جربة'' مؤكدا أن مثل هذه العملية لها تأثير سلبي على المنتوج التونسي أولا لأن نزل ''دار جربة'' له حرفاء أوفياء منذ سنوات إلى جانب أن سلسة النزل بها محلات تجارية عديدة دفع أصحابها أموالا كثيرة مقابل تسوغها فإذا بهم يجدون أنفسهم بلا حرفاء في فترة ذروة الموسم السياحي، كما أن الضرر سيلحق المتعاملين الخارجيين من أصحاب تاكسي وخيول وجمال . و تحدث المصدر عن المصير المجهول لأكثر من 700 عامل رغم الوعود من سلط الإشراف و إدارة النزل بأن قرار الغلق مؤقت و بأنه سيتم صرف أجورهم بشكل طبيعي لكن من الصعب أن تعوّض الشركة الليبية للوكالة الفرنسية فهذه الأخيرة كان لها أكثر من 2500 مقيما وعند الذروة يفوق عدد المقيمين 3000 حريف. و يذكر أن الشركة التونسية للبنك كانت الشريك الأكبر من حيث الأسهم و باعت نصيبها إلي الشركة العربية الليبية للاستثمارات الخارجية في بداية سنة 2000 وبعد سنة تقريبا تم تسويغ النزل إلى شركة ''مرمرا'' التركية فندق ''دار جربة'' بجزيرة جربة. والغريب أن الصراع فرنسي ليبي تركي والمتضرر الوحيد هو السياحة التونسية وصورة تونس في الخارج. !!!!