مع اقتراب عيد الأضحى، يستعد كثير من التونسيين لإحياء سنة الأضحية، لكن قلّة فقط من يطرح السؤال: هل يجوز شرعًا أن يذبح أيّ شخص أضحيتنا؟ وما هي شروط الذابح؟ من يمكنه ذبح الأضحية شرعًا؟ بحسب فقه المالكية، ولتكون الأضحية صحيحة ومقبولة شرعًا، يجب أن تتوفر في الشخص الذي يقوم بعملية الذبح الشروط التالية: 1. أن يكون مسلمًا: لا تصح الأضحية إن ذبحها كافر (غير مسلم)، ويُشترط الإسلام للذابح عند المالكية تحديدًا في ذبائح العيد، لأنها عبادة وقُربةوليست مجرد طعام. 2. أن يكون مميّزًا وعاقلاً: يُشترط أن يكون الذابح عاقلًا ومميّزًا، أي يعرف ما يقوم به، ويستطيع التفرقة بين الحلال والحرام، والنية والعبادة. 3. أن يُحسن الذبح: أن يكون الذابح قادرًا على الذبح بطريقة صحيحة، أي يعرف موضع الذبح، ولا يُعذب الحيوان أو يسيء إليه، كما يجب أن يستعمل آلة حادة، ويقطع الحلقوم والمريء والودجين بسرعة. 4. التسمية: يجب على الذابح أن يقول: "بسم الله، والله أكبر"قبل الذبح، فإن ترك التسمية عمدًا بطلت الأضحية، وإن نسيها فتصح. حالات لا تصح فيها الأضحية * إذا ذُبحت الأضحية من طرف غير مسلم. * إذا لم يُسمّ الذابح اسم الله عمدًا. * إذا كان الذبح بطريقة مؤلمة أو مخالفة (مثل الخنق أو الكسر أو الضرب). * إذا ذبح الشخص أضحية غيره دون إذنٍ منه. ماذا عن الاستعانة بجزار؟ يجوز أن توكّل جزارًا بشرط أن يكون مسلمًا عارفًا بأحكام الذبح، وأن تسمي أنت قبل الذبح إن كنت حاضرًا، أو أن تضمن أنه سمّى الله قبل الذبح. نصيحة للعيد: قبل أن تختار من يذبح أضحيتك هذا العام، تأكّد من دينه، علمه، وطريقته. ولا تجعل فرحة العيد تتحول إلى مخالفة شرعية بدون قصد. عيد الأضحى ليس فقط لحمًا يُوزّع، بل عبادة عظيمة وشعيرة مقدّسة.