أصدرت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية صفاقس 1 اليوم الثلاثاء بطاقة إيداع بالسجن في حق الوليّة التي اقترفت اعتداء عنصريا على المربّي أحمد الطرابلسي يوم السبت الفارط وذلك "من أجل صدور قول يتضمن تمييزا عنصريا بقصد الاحتقار والنيل من الكرامة" كما أحيلت الولية بمعية زوجها الذي أبقي بحالة سراح "من أجل هضم جانب موظف عمومي بالقول والتهديد حال مباشرته لوظيفته". وأوضح الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس ومساعد الوكيل العام بمحكمة الاستئناف القاضي مراد التركي أن إحالة المتهمة في الجريمتين الاولى والثانية كانت على التوالي طبق الفصلين 2 و8 من القانون عدد 50 لسنة 2018 المؤرخ في 23 أكتوبر 2018 والمتعلق بالقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري والذي يستوجب عقوبة سجنية من شهر إلى سنة وخطيّة من 500 إلى 1000 دينار أو إحدى العقوبتين وكذلك طبق الفصل 125 من المجلة الجزائية والذي يستوجب عقوبة سجنية بعام وخطية ب120 دينارا. وأضاف مراد التركي قوله إن الولية المعتدية ستمثل بمعيّة زوجها خلال الأسبوع القادم أمام محكمة ناحية صفاقس 1. وكانت المدرسة الابتدائية "القومية بن سعيد" في مدينة صفاقس شهدت يوم السبت الفارط حادثة اعتداء اقترفته ولية تلميذة في حق مربي ذي بشرة سوداء أثناء أدائه لعمله أثارت موجة من التعاطف مع هذا المربي على صفحات التواصل الاجتماعي وإدانة واسعة لطابعها العنصري. كما كانت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية صفاقس 1 أذنت بالاحتفاظ بالوليّة المعتدية بعد أن تم التحقيق في الحادثة من باحث البداية. وقد صرح المعلّم المعتدى عليه أحمد الطرابلسي بعد عملية الاعتداء يوم السبت أن الوليّة تعمدت استفزازه والإساءة إليه ووصمه بلون بشرته والبصق عليه ودفعه في ساحة المدرسة أمام التلاميذ ما تسبّب له في إحراج كبير ونتج عنه استهجان من الجميع مربين وتلاميذ وفق قوله. وأوضح هذا المربّي أن الولية أقدمت على فعلتها على خلفية طرده لابنتها من القسم وإرسالها إلى المدير بسبب "سلوكها السيئ والمشاغب والمستفز الذي يعلمه كل المربين" بحسب تعبيره. وقد أمضى عدد من المعلمين بالمدرسة المذكورة عريضة تضامن مع المربي أحمد الطرابلسي عبروا فيها على احتجاجهم على الاعتداء عليه واصفين "الاعتداء بالسافر والمشين والأرعن ومستنكرين العبارات النابية والعنصرية التي وجهت له من الولية"، وأعلنوا أيضا عن إيقاف العمل على الساعة العاشرة صباحا أي بعد الحادثة مباشرة.
