أفاد وزير الصحة عبد الرؤوف الشريف أمس خلال حفل تخرج دفعة السنة الدراسية 2016-2017 لدكتور في الصيدلة، بكلية الصيدلة بالمنستير بأن الوكالة الوطنية للأدوية ستكون جاهزة مع نهاية سنة 2019. وسيساهم إحداث هذه الوكالة التي ستعوض إدارة الصيدلة والدواء الحالية، وهي عبارة عن هيكل موحد للتصرف في الأدوية، في تطوير تصدير الأدوية التونسية ليتضاعف 10 مرات وفي تعزيز الاستثمار في قطاع الصناعة الصيدلانية الوطنية التي تحظى بثقة الأسواق الأوروبية والإفريقية، حسب الوزير، الذي أكد أنّ ذلك سيتدعم مع تركيز الوكالة الافريقية للدواء التي ينتظر أن يكون مقرها في تونس. وتعمل وزارة الصحة، وفق الشريف، جاهدة على مواصلة تأهيل الهياكل المتدخلة في قطاع الصيدلة والدواء وفي مجال تصدير الخدمات الصحية والدواء وإعادة تنظيمها من خلال تحيين التشريعات القانونية والترتيبية وهي منفتحة على مختلف المقترحات التي من شأنها تعزيز إطار التدريس والتكوين ما بعد الجامعي في كلية الصيدلة بالمنستير. وساهمت كلية الصيدلة بالمنستير في تكوين حوالي خمسة آلاف صيدلاني، 10 في المائة منهم من 12 دولة أجنبية، حسب الوزير الذي أكد على ضرورة التنسيق بين الكلية ووزارة الصحة لتكوين المزيد من المختصين في البيولوجيا الطبية والصيدلة الاستشفائية والصناعة الدوائية في مجال تسجيل الأدوية الذي مازال فيه نقص، وفق تقديره. وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي سليم خلبوس بالمناسبة أن الهدف حاليا تحسين جودة التكوين وتشغيلية الصيادلة قائلا إنّ « وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بصدد مسار إصلاحي عميق جدا للارتقاء بالجامعة العمومية لإرجاع رونقها ». وأكد أنه » لن يقع حاليا إحداث كلية صيدلة أخرى « . وأوضح خلبوس أن اعتماد الجامعات التونسية، مسألة اجبارية إذ تتيح لها خلال السنوات المقبلة ربط علاقات تعاون والاعتراف بها دوليا لافتا إلى أنه قد تم منذ سنيتين وضع خطة وطنية للارتقاء بالجامعات من أهم محاورها الإعتماد، وخصصت لها اعتمادات بقيمة 50 مليون دينار مشيرا في هذا الصدد إلى الآليات التي وضعتها الوزارة لدفع مجال البحث العلمي ومنها تمويل المخابر والمؤسسات الجامعية عند تعاملها حسب اتفاقيات مع النسيج الاقتصادي والترفيع في ميزانية البحث العلمي بنسبة 51 فاصل 5 في المائة. كما أشار إلى تركيز آليات تنسيق مع وزارة الصحة تسمح بتجاوز الإشكاليات التي قد تعيق البحث العلمي على غرار التنسيق بين الوزارتين عند الإعداد للأمر الجديد المتعلق بالأطباء الشبان الذي سيصدر قريبا. وطالب عميد كلية الصيدلة بالمنستير عبد حليم الطرابلسي بتمثيلية أوسع لكلية الصيدلة في كلّ هياكل الصحة والمستشفيات التي تستقطب متربصين وأساتذة كلية الصيادلة وفي اللجان الطبية ومجالس الإدارات وكل الوكالات والتنظيمات ذات العلاقة بالصيدلة والعلوم الصيدلية والبيولوجية ليمكنها مواكبة المشاريع المستقبلية وذلك على غرار كليات الطب. كما اقترح على وزارة الصحة متابعة النصوص لتصحيح المسار وإحداث هيكل خاص بالصيدلي صلب يهتم بمشاغله وادراج الصيدلي ضمن سلك الصيادلة، عوضا عن السلك شبه الطبي وإعادة فتح ملف الوكالة التونسية للدواء لإضفاء أكثر جدوى وفاعلية على مختلف المراحل التي يمر بها الدواء مؤكدا أنّ الكلية تضع كلّ كفاءاتها للعمل جدّيا على هذا الملف. وطالب عميد كلية الصيدلة بتوفير 80 خطة إقامة في الصيدلة منها 10 خطط في المناطق الداخلية وذلك ضمن الخطط الاستشفائية الجامعية السنوية لكلية الصيدلة قصد تغطية أكبر ما يمكن من الجهات خاصة أنّه يجري إضفاء الصبغة الجامعية للمخابر بالمستشفى الجهوي الحاج علي صوة بقصر هلال وقسم الصيدلة بمستشفى الحبيب بوقطفة ببنزرت وسيقع في السنة المقبلة فتح خطة صيدلي استشفائي جامعي في الصيدلة الاستشفائية بمستشفى الكاف. ومن جهته دعا رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة الشاذلي الفندري، وزارة الصحة لاستئناف الإصلاحات اللازمة عبر مراجعة شاملة للنصوص القانونية المتعلقة بمهنة الصيدلة وطالب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بمساعدتهم لإيجاد المعادلة بين التكوين ومتطلبات سوق الشغل وخاصة بتعديل إجراءات معادلة الشهائد الأجنبية. واستهل حفل التخرج بدقيقة صمت ترحما على روح رئيس قسم الكيمياء التحليلية بكلية الصيدلة بالمنستير، المرحوم فرحات فرحات، الذي توفي يوم 20 جانفي 2019، وتكريم ثلة من أساتذة كلية الصيدلة الذين أحيلوا على شرف المهنة خلال الفترة 2017-2018.