بعد أحداث العنف التي شهدتها باريس وعدة مدن فرنسية أخرى السبت الماضي، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب عن إستراتيجية جديدة "أكثر صرامة" في مواجهة المخربين. واعترف فيليب في كلمة للصحافيين الاثنين بوجود بعض الخلل فيما يتعلق بالإستراتيجية الأمنية التي اتبعتها القوات المعنية السبت الماضي، مؤكدا أن الرد الحكومي ينبغي أن يكون قويا في مواجهة العمليات الإجرامية والتخريبية. استراتيجة معززة ضد الحركات المتطرفة وحظر التظاهرات في بعض المناطق وأعلن فيليب عن اعتماد إستراتيجية معززة ضد الحركات المتطرفة اعتبارا من السبت القادم. إذ أكد أنه سيتم حظر مظاهرات "السترات الصفراء" في بعض الأحياء، في باريس وبوردو وتولوز، وذلك بالتشاور مع رؤساء بلديات المناطق المعنية. كما أكد رئيس الوزراء على استقلالية القوات المنتشرة التي ستوضع تحت قيادة موحدة وسيكون لها حرية اتخاذ المبادرة بصورة كبيرة. وأشار فيليب إلى أن القوات المنتدبة السريعة من أجل مكافحة المخربين ستتدخل عند بداية حدوث اضطرابات، بالإضافة إلى استخدام طائرات بدون طيار، لدعم الأدلة القضائية. وسيتم إشراك ضباط الشرطة القضائية على مقربة من هذه القوات. وبالتالي استخدام كل الأدوات اللازمة في إطار القانون. ووفقا للإستراتيجية الجديدة، سيتم تعزيز التفتيش حول المظاهرات، ومنع حق التظاهر لبعض العناصر الأكثر تطرفا ووضع الأشخاص المعنيين ولا سيما الذين يقومون بتغطية وجوههم تحت الحجز الاحترازي على ذمة التحقيق. وانتقد فيليب تزامن أعمال العنف الأخيرة مع الحوار الوطني، قائلا: "قمنا بتنظيم حوار وطني وهذا التخريب يواجه الحوار، وعلى المتظاهرين السلميين النأي بأنفسهم عن المخربين. وسأطلب من وزير العدل رفع الغرامات عند المشاركة في مظاهرات محظورة". وانتقد فيليب عددا من "الشخصيات" الذين قاموا بإضفاء الشرعية على أعمال العنف ويستمرون في ذلك دون حرج مطالبا وزير الداخلية بملاحقتهم. وفيما يتعلق بأحداث السبت الماضي، قال فيليب إن 27 محلا تجاريا تعرضت للتخريب في عدة مناطق بفرنسا، موضحا أنه تم وضع خطة في هذا المجال، وأن وزير الاقتصاد والمالية يلتقي اليوم ممثلى التجار في هذا الشأن. وأعلن فيليب في نهاية كلمته أن رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون سيقوم يوم الأربعاء القادم ، في جلسة الوزاء، بتعيين ديديه لالمان كقائد للشرطة في باريس على أن يكلفه وزير الداخلية بمهمة واضحة. المعارضة تنتقد تقديم قائد شرطة باريس "ككبش فداء" وتطالب باستقالة وزير الداخلية وفور الإعلان عن إقالة قائد شرطة باريس ميشال ديلبوش، انتقدت العديد من قوى المعارضة الفرنسية ما اعتبرته تقديم "كبش فداء" للخلل في الاستراتيجية الأمنية في مواجهة المخربين. وكتبت ليديا غيروس المتحدثة باسم حزب "الجمهوريون" اليميني المعارض وزير الداخلية كريستوف كاستانير، معتبرة أنه لم يقدم خطوط واضحة للقوات الأمنية، محملة إياه المسؤولية الكاملة لما حدث السبت الماضي. واستنكرت غيروس التضحية بديلبوش الذي ظل في الصفوف الأمامية في مواجهة المظاهرات على مدى أربعة أشهر. من جانبه، قال السيناتور عن حزب "الجمهوريون" برونو ريتايو إن الفرنسيين ينتظرون النتائج وليس الإعلانات. في حين هاجم النائب عن حزب "فرنسا الأبية" اليساري المتطرف نيكولا دوبون أينيون وزير الداخلية قائلا: "هناك مسؤول واحد وعليه أن يستقيل. إنه كاستانير".