نعت وزارة الثقافة اليوم مؤسسها الأول المرحوم الشاذلي القليبي عن عمر يناهز 95 عاما. فمن هو الشاذلي القليبي؟ ولد الشاذلي القليبي يوم 6 سبتمبر 1925 في العاصمة لعائلة مناضلة في إطار الحركة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي. وحصل عام 1944 على شهادة ختم دروس الثانوية في شعبة الفلسفة. ثم سافر إلى فرنسا لمواصلة دراسته العليا والتحق بكلية الآداب في جامعة السوربون بباريس وحصل منها على الإجازة في اللغة والآداب العربية سنة 1947. إثر عودته إلى تونس اشتغل مدرسا في المعاهد الثانوية في تونس ثم التحق بالتدريس في المعاهد العليا حيث كلف بإلقاء دروس في معهد الدراسات العليا بتونس، وفي سنة 1957 تفرغ للتدريس الجامعي. هو واحد من أبرز السياسيين والدبلوماسيين التونسيين في القرن العشرين. كان له دور كبير في وضع المؤسسات الأولى لقطاعات الثقافة والإعلام منذ استقلال تونس كما تقلد عدة مناصب حكومية عدة من بينها وزارة الثقافة التي قام بتأسيسها عام 1961. كما تولى قبلها عام إدارة الإذاعة والتلفزة، وأسس مهرجان قرطاج الدولي وفي عام 1974 عينه الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة على رأس الديوان الرئاسي. ثم عاد إلى وزارة الثقافة من جديد ثم وزارة الإعلام. تولى منصب الأمين العام للجامعة العربية في الفترة بين عامي 1979 و1990 عندما كان مقر الجامعة بتونس بعد توقيع مصر لاتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل. ونشر القليبي الذي شغل منذ 1970 عضوا بمجمع اللغة العربية في القاهرة، مقالات سياسية وأبحاثا في المجالات الأدبية واللغوية والثقافية. شارك القليبي في تأسيس معظم الصحف والمجلات التونسية في فترة ما بعد الاستقلال، ونشر العديد من المقالات السياسية والبحوث، وألقى الكثير من المحاضرات الأدبية والفكرية. له عدة مؤلفات سياسية وثقافية واجتماعية، منها "العرب أمام قضية فلسطين"، و"من قضايا الدين والعصر"، و"أمة تواجه عصرا جديدا"، و"الشرق والغرب، السلام العنيف اليوم وغدا". وفي 2012 بعد نحو عام من اندلاع الثورة التونسية، صدر للقليبي كتاب بعنوان "الحبيب بورقيبة: كشف إشعاعي لعهد"، حيث يسرد الراحل في تلك المذكرات مسيرة بورقيبة. توفي اليوم 13 ماي 2020 بمنزله الكائن بضاحية قرطاجبتونس العاصمة