استأنف المكلف بتشكيل الحكومة، هشام المشيشي، اليوم الأربعاء بدار الضيافة بقرطاج، مشاورات تشكيل الحكومة القادمة، حيث التقى عددا من أعضاء مجلس نواب الشعب من غير المنتمين إلى كتل، المنجي الرحوي وياسين العياري على أن يلتقي كلا من الصافي سعيد ومبروك كورشيد وفيصل التبيني. وإثر لقائه برئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي، طالب النائب المستقل بمجلس نواب الشعب المنجي الرحوي اليوم الأربعاء 05 أوت 2020، الأحزاب التي حكمت ل10 سنوات بالانسحاب من الحكومة الجديدة، لأنها فشلت في الحكم بعد الثورة وعليها الإقرار بفشلها والابتعاد عن كل أشكال الضغط من أجل المشاركة في الحكومة. وأشار إلى أن "حركة النهضة التي شاركت في جميع الحكومات بعد الثورة وكانت طيلة السنوات العشر الماضية مشاركة في تمرير القوانين ففشلت وخربت البلاد" واعتبر منجي الرحوي في تصريح إعلامي أن المشهد البرلماني الحالي عاجز عن المواصلة، داعيا المشيشي إلى تغيير المنوال الاقتصادي والتنموي وإعادة النظر في المالية العمومية وعلاقات تونس بشركائها والجهات الداعمة. وأوضح الرحوي، أن لقائه بالمشيشي تطرق أيضا إلى الأولويات الاقتصادية والاجتماعية والمشاكل العالقة بعد الثورة، على غرار البطالة والفقر والمناطق داخلية المهمشة. وبخصوص تركيبة الحكومة، دعا إلى ضرورة التفكير في الحل الأمثل والأخذ بالاعتبار رهانات المرحلة، مشيرا إلى أن المشيشي في وضعية صعبة بين اختيار "حكومة أحزاب أو حكومة كفاءات مستقلة تكون لها تجربة سياسية" وفق قوله. واعتبر في هذا الشأن أن المشهد البرلماني لم يعط امكانية لتشكيل حكومة على أساس تمثيلية الأحزاب وعاجز عن إيجاد حل للبلاد، كما أن بعض الأحزاب ترفض مشاركة أحزاب أخرى في الحكومة، وعلى المكلف بتشكيل الحكومة أن يعمل على تكريس الشفافية والنزاهة في الحكومة المرتقبة والتركيز على إيجاد حلول للقضايا الاجتماعية وسيادة الدولة واستقلالية القرار والنأي بالبلاد عن الاصطفاف مع أية جهة. ومن جهته ، قال النائب في مجلس نواب الشعب ياسين العياري أن اللقاء مع رئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي كان إيجابيا ووجد التفهم والتجاوب مع عدة مقترحات قدمها له. وأضاف العياري في تصريح إعلامي أن من بين المقترحات إحداث وزارة للتونسيين بالخارج وكتابة دولة للامن الرقمي وكتابة دولة للسياحة الرقمية وكتابة دولة للديبلوماسية الرقمية . ولاحظ النائب في البرلمان أن تصور الحكومة غير واضح لدى رئيس الحكومة المكلف الذي مازال في مرحلة الاستماع على حدّ تعبيره، مشيرا إلى أن الوضع في البرلمان غير قابل للاستمرار ومن الضروري حله والانطلاق في انتخابات مبكرة. وأوضح ان نواب البرلمان غير قادرين على العمل مع سويا و يعملون اقصاء بعضهم البعض، قائلا: "في اعتقادي ان هذا البرلمان انتهى ويجب المرور الى انتخابات مبكرة وحكومة كفاءات اذا مرت ب109 صوت في مجلس نواب الشعب فستخضع في ما بعد للإبتزاز". و اضاف : "استمرار رئيس الجمهورية في خطاب مؤامرة وأطراف وايادي واصابع لن يعطي شرعية كبيرة للحكومة القادمة.. الوضعية اليوم الصعبة وكان الله في عون رئيس الحكومة المكلف" .