الجريدة: متابعة: فاتن العيادي قال الباحث في الحركات الإسلامية، عبدالستار العايدي أن العلاقات التنظيمية بين التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين وحركة النهضة هي "علاقة فرع بالأصل وقد سبقتها علاقات فكرية ومنهجية متينة". وأضاف في تصريح ل"العربية نت" أن النهضة اعتمدت كل وسائل التنظيم الدولي في التمكين والوصولية والاندساس في أجهزة الدولة ومكونات المجتمع المدني والجامعات، فقد كان نفس الأسلوب متبعاً تقريباً في الجامعات المصرية والتونسية وفي أجهزة الدولة والإدارات، كانت كلمة السر في كل من تونسوالقاهرة وعواصم عربية أخرى ينتشر فيها الإخوان هي الاندساس في شرايين الدولة. هذا إلى جانب تقليد النهضة في تونس الأدبيات النظرية الدينية للتنظيم الدولي للإخوان واعتماد أساليب مخطط تكوين الفرد والجماعة ونظام الأسرة، كما تعلمت النهضة أساليب اختراق الأجهزة الأمنية من تاريخ جماعتها الأم في القاهرة. وأشار ذات المصدر إلى أن قادة التنظيم العالمي ساعدوا توابعهم في تونس على المضي قدماً في خطة اختراق المؤسسة الأمنية والعسكرية في منتصف الثمانينيات والتي انتهت بفشل ذريع عقب أحداث انقلاب 8 نوفمبر 1987 الفاشل". وأورد الموقع أن العلاقات التنظيمية والفكرية بين حركة "النهضة" التونسية والجماعة الأم في مصر تعود إلى سنوات التأسيس الأولى حين كانت تسمى الجماعة الإسلامية،ومع تأسيس التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين رسمياً سنة 1982 على يد المرشد الخامس للجماعة مصطفي مشهور، انخرطت حركة الاتجاه الإسلامي ،الاسم القديم لحركة النهضة، عضواً ناشطاً في التنظيم يمثلها الشيخ راشد الغنوشي. ويذكر أن راشد الغنوشي اضطلع بدور محوري في أوروبا والمغرب العربي لصالح التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، والذي بدأ بشكل مبكر ومنذ بدايات نشأة الحركة الإسلامية في تونس. وقد اتهم الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي، مؤسس الحركة الإسلامية بالمغرب الأقصى راشد الغنوشي "بالعمل على اختراق الحركة الإسلامية في المغرب بتكليف من جماعة الإخوان المسلمين نهاية السبعينيات من القرن الماضي والتجسس لفائدة التنظيم العالمي للجماعة"وأن جماعة الإخوان المسلمين كانت ترسل الغنوشي في رحلات تفقدية من أجل استجلاء الأوضاع بكل من الجزائر والمغرب، واقتراح الحلول والخطط الخاصة بالتعرف على الفصائل الإسلامية القائمة بها ومحاولة استقطابها. وأشار الموقع إلى أن علاقة حركة "النهضة" الإسلامية الحاكمة في تونس والتنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين بدت للرأي العام مؤخرا بعد أن كشفت وسائل الإعلام في أكثر من مرة مشاركة زعيم الحركة راشد الغنوشي في اجتماعات التنظيم التي أعقبت عزل الرئيس المصري محمد مرسي بعد 30 جوان 2013. وذلك من خلال ظهور عبد الفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة في الاجتماع الذي عقده التنظيم العالمي للجماعة في أحد فنادق مدينة لاهور، عاصمة إقليم البنجاب الباكستاني، والذي بحثت خلاله قيادات الإخوان أسباب انتكاسة حكم الجماعة في مصر وتداعياتها.